(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) ١٩.
القصد في المشي هو الاعتدال في المشي والمشية الحيوية وتمشية الأمور ، مجانبا حد الإفراط والتفريط فان خير الأمور أوسطها ، فالمشية القاصدة الى الأهداف الصالحة بكل بساطة وانطلاق هي التي توصل إليها دون تلكّا وانحياق ، ف «سرعة المشي يذهب ببهاء المؤمن» (١) ومن القصد في المشي ـ ككل ـ هو المشي القاصد الحق على أية حال ، وهو الاعتدال العدل في مشي الإنسان كإنسان (٢).
ومن القصد في المشي في انطلاقته الغض من الصوت دون رفع صارخ ولا خفض هامس ، والمنكر بينهما هو الصارخ فوق الحاجة إلّا إذ اقتضت الضرورة ، أم فيه رجاحة كأن يكون داعيا أو يقرأ القرآن (٣) فليس القصد من الصوت في كلام وسواه إلا تفهيم المخاطب ، فليكم قدر الحاجة من سماعه لا زائدا ولا ناقصا ، فالناقص حماقة والزائد حماقة اخرى بل هي أحمق ف (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٠٨ في كتاب الخصال عن أبي الحسن (عليه السلام) قال : ...
(٢) عن الكافي ابو عمر والزبيري عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث : ان الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها وفرض على الرجلين ان لا يمشي بهما الى شيء من معاصي الله وفرض عليهما المشي الى ما يرضى الله عز وجل فقال : ولا تمش في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ـ وقال : واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر الأصوات لصوت الحمير.
(٣) المصدر عن المجمع وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : هي العطسة المرتفعة القبيحة والرجل يرفع صوته بالحديث رفعا قبيحا إلا ان يكون داعيا أو يقرأ القرآن.