فكذبوك! أم زعم أنهم سابقونا؟ ف (إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ) لا مفلت لهم عنا حين يرجعون «فننبئهم» إنباء الإخبار علميا وواقعيا لما يرون العذاب (بِما عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) لا يعزب عنه مثقال ذرة!.
«نمتعهم» هنا «قليلا» وكل متع الدنيا قليلة مهما كانت كثيرة غزيرة (ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ) بما عملوا (إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ) هو في الحق أعمالهم أنفسهم.
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ٢٥.
«هم» المسئول عنهم هنا هم المشركون المعترفون أن الله هو خالق السماوات والأرض ، ف (قُلِ الْحَمْدُ) كله لله الذي يعترف بتوحيد خالقيته المشركون و (الْحَمْدُ لِلَّهِ) الذي يملك كافة البراهين آفاقية وانفسية على توحيده و (الْحَمْدُ لِلَّهِ) على وضوح الحق للحق المتعالي عن كل شائبة وشاكلة.
«بل» هم يخالفون اعترافهم هذا بما يشركون ، فقليل منهم يعلمون الحق وهم منكرون و (أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) جهلا عن تقصير في تقاليد آباءهم وكبرائهم ، فالكل ـ إذا ـ مقصرون ، حيث الإشراك بالله في العبودية مع الاعتراف بتوحيد الخالقية مما لا يقبل القصور المطلق.
(لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) ٢٦.
«لله» لا سواه ملكا وملكا ، علما وقدرة ، بداية ونهاية وعلى أية حال كل (ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) لأنه الخالق لهما دون سواه ، ول (إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) غني في ان «لله ...» «حميد» في هذه السلطة الملكية والمالكية.
(وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ