دون مثله! والأجزاء هي عين الأجزاء ، والصورة المماثلة للأولى ليست محطة الجزاء!.
فالخلاق العليم الذي خلق السماوات والأرض أقدر على خلق أمثال الناس وهو الخلق الثاني الذي ينكره الناكرون (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٤٠ : ٥٧) (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (: ٣٣) ف «إذا كان خلق السماوات والأرض أبعد في أوهامكم وقدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي فكيف جوزتم من الله خلق هذا الأعجب عندكم والأصعب لديكم ولم تجوزوا منه ما هو أسهل عندكم من إعادة البالي»(١) وخلق أمثالكم في المعاد أهون من الخلق الأول ، كما الخلق الأول أهون من خلق السماوات والأرض! وخلقهما أهون من خلق المادة الاولية.
(إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(٨٢).
... الأمر هنا بين فعل وإيجاب وهما منه واحد ، فليس هنا الشيء لمكان (إِذا أَرادَ شَيْئاً) فإنما فعله وإيجابه التكويني إذا أراد شيئا أن يقول لذلك الشيء كن فيكون دونما فصل أو تمنّع أو مانع.
فليس أمره إذا أراد شيئا كأمر المخلوقين أن يحول بين إرادته ومراده أمر آخر يمنع ، أو يكلّف تحقيق مراده سوى إرادته أمر آخر او أمر آخر ، ف (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً) أيّا كان وأيّان من صغير وكبير ، من بدء وإعادة (أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وقوله فعله ، تلميحة لطيفة بنفاذ أمره دونما نظرة أمر
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٣٩٦ ح ٩١ الاحتجاج عن الامام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) في حديث تفصيل الجدال.