آخر أو أمر آخر ، أو تصرّم الزمان إلّا أن يشاء هو التأجيل كما خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
«يقول لما أراد كونه : (كُنْ ـ فَيَكُونُ)» ، لا بصوت يقرع ولا نداء يسمع ، وإنما كلامه سبحانه فعل منه وإنشاء ومثله لم يكن من قبل ذلك كائنا ولو كان قديما لكان إلها ثانيا (١) «فإرادة الله الفعل بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر ولا كيف لذلك كما أنه لا كيف له» (٢).
ف «أمره» هنا فعله كما قوله ، و «أراد» هي الإرادة القاطعة بعد العلم والمشية ، و «شيئا» يعم كلما لا يستحيل ذاتيا أو في الحكمة ، ارادة لتكوينه لا من شيء كالمادة الأوّليه التي خلقت لا من شيء ، أم لتكوينه من شيء خلقه قبله تبديلا له أيّا كان ، ومنه الإحياء بعد الإماتة ، واطلاق الشيء على الأوّل باعتبار الأول دون أية فعلية إلّا إمكان إيجاده لا من شيء ، ومن ثمّ الشيء الكائن حيث يبدل إلى غير شيئه في صورته ، ثم تبديله حيا بعد موته ، وقد أطلق على المواد الأولية لفظة الحروف حيث تعني حروف التكوين كما في حوار الإمام الرضا (عليه السلام) مع عمران (٣).
__________________
(١) المصدر عن نهج البلاغة عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام).
(٢) فيه ح ٩٨ عن اصول الكافي باسناده عن صفوان بن يحيي قال قلت لابي الحسن (عليه السلام) اخبرني عن الارادة من الله ومن الخلق قال فقال : الارادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل واما من الله فإرادته احداثه لا غير ذلك لأنه لا يروّي ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منفية عنه وهي صفات الخلق فارادة الله ...
(٣) نور الثقلين ٤ : ٣٩٧ ح ٩٩ في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع اهل الأديان والمقالات في التوحيد كلام للرضا (عليه السلام) مع عمران يقول فيه : واعلم ان الإبداع والمشيئة والارادة واحدة وأسماءها ثلاثة وكان أول ابداعه وارادته ومشيئته الحروف التي جعلها أصلا لكل شيء ودليلا على كل مدرك وفاصلا لكل مشكل وتلك ـ