و (شِهابٌ ثاقِبٌ) يثقب بنوره الظلام ، ويثقب خاطف الخطفة فلا يدعه يرجع إلى ناظريه بسلام ، فلا يخطئ ثاقبه هدفه كما يرام.
ويا لهذه الكواكب البروج المصابيح الزينة كيف أصبحت من واجهة أخرى غيبية رجوما ثاقبة للشياطين ، كوزارة الدفاع السماوية ، حاوية تلك المدفعيات والمقاذف الجبارة ، تقذف المتسمعين من الشياطين دحرا ، وتتبع الخاطفين المسترقين ثقبا ، فلا تبقي متسمعا إلّا دحرته ولا خاطفا إلّا ثقبته
فالملأ الأعلى في حفاظ دائب مكانا ومكانة ، فالمحادثات الغيبية لهم لا تعدوهم إلى مردة الشياطين ، مهما تحرّصوا ولكي يتخرسوا على الغيب بخليطات من الملإ الأعلى وخيالات وهراءات من الأدنى ، فيخيّلوا إلى البسطاء أنها كلها من صلب الغيب.
إذا ف ـ «الكواكب» داخلة في عسكر (الصَّافَّاتِ صَفًّا. فَالزَّاجِراتِ زَجْراً. فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) في معسكر سماوي حارس ، وبالأحرى للملإ الأعلى في الأرض وهم الأنبياء ومن يحذو حذوهم ، بأحرى لهم أن يحفظوا عن استراق مردة الشياطين ومسّهم وجسّهم ، حيث الملأ الأعلى في الأرض هم الأصلاء في مشارقهم ، والأعلى في السماء هم الوسائط الفروع!.
هذه من أهداف الشهب الثاقبة والنيازك النارية ، يكشف الوحي عن وجهها القناع ، ثم هناك أهداف أخرى كشف العلم عنها أم لم يكشف ، دون مطاردة ومناحرة بينها ، فالناكر لهذه الملحمة الغيبية لا يرمي إلّا في الظلام خرسا بالغيب.
وترى من هم الملأ الأعلى المحظور التسمّع إليهم وأين هم؟
الملأ هو الجماعة التي تملأ العين ، وهم في المكانة بين أدنى وأوسط وأعلى ، والأدنى هم أكثر ما جيء بهم في القرآن ، ثم الأوسط كملإ