(١٥ : ٢٧) فكيف يصطدم بالنيزك الناري ، المخلوق من نار السموم؟
الشيطان مخلوق من النار وليس هو بعد خلقه نارا ، كما الإنسان المخلوق من تراب فلم يظل ترابا ، فكما يصدم الإنسان من تراب جامد وسواه من تراب ، كذلك الشيطان بشهاب ثاقب وسواه من نار ، ولا سيما أن في السرعة وقعتها ، حتى إذا كان المرمي أرخى من المرمي إليه!
وهل المدحورون بقذف أو شهاب هم ـ فقط ـ كل شيطان مارد يروم التسمّع فيرمى؟ أم وكل غاز للفضاء وإن لم يتسمع ، في إمكانية السمع كالجن المؤمنين ، او عدمها كغزاة من الإنس؟
آيات الرجوم والشهب والمقاذف تختص كل شيطان رجيم : اللهم إلّا آيات الجن حيث تعم الجان المؤمنين ، فإذا هم لم يقعدوا مقاعد للسمع لا يدحرون ، وبأحرى غيرهم من الإنس إذ لا يستطيعون!
وأخيرا ترى أن السماوات الست ـ الباقية فوق الأولى ـ هي كلها خلو عن كواكب أمّاذا ، حيث «الكواكب» استغرقتها في السماء الدنيا؟
علّ الكواكب الزينة للناظرين تختص السماء الدنيا ، وقد تكون في سائر السماوات كواكب أخرى ليس لها ناظرون بأية عيون مجردة ومسلحة ، أم ان ناظري أرضنا وهم المحور الرئيسى انهم لن يستطيعوا أن ينظروا إلى الكواكب في غير السماء الدنيا بأية عيون ، كيف وهم عاجزون لحد الآن أن يتعمقوا بأقوى العيون المسلحة المجرات الفوقية لسمائهم؟
وعلى أية حال ليس لنا نفي وجود كواكب أخرى في سماوات أخرى ، ولا التعرف إليها إن كانت ، كيف ونحن حائرون في سمائنا وأرضنا ، سبحان الخلاق العظيم!
(فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ)(١١).