هي فتنة للظالمين أيّا كانوا وفي ايّ من الحياتين الأولى والآخرة ، فهنا يتقولون هازئين بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما عن أبي جهلهم : يا جارية زقمينا ، فأتته بتمر وزبد ، فقال لأصحابه : تزقموا بهذا الذي يخوفكم محمد فيزعم أن النار تنبت الشجر والنار تحرق الشجر ، فأنزل الله (إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ)(١).
الظالم الناكر ليوم الدين يزيد له نكرانا إذ يسمع شجرة الزقوم بمواصفاتها ، أين الشجرة والنار بأشدها في أصل الجحيم ، وهي تحرق بأخف النار؟! وما يفيد تمثيلها في طلعها برءوس الشياطين ، ولم ير أحدنا الشيطان؟!
ان حماقى الطغيان وآباء الجهالات تجاهلوا القدرة الخلاقة للشجر والنار ، وقد (جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)! وقد تكون شجرة الزقوم من جنس النار فلا تحرق بالنار بل وقد تزيد في حرقة النار!.
ومهما لم ير أحد رؤوس الشياطين ، يرون في أنفسهم أنها أقبح الرؤوس فيما يرون ، وكفى الشجرة هولا أنها في بعدي الجهالة من كيانها : شجرة تخرج في أصل الجحيم. طلعها كأنه رؤوس الشياطين.
إنها أكلة رؤوس الشياطين ، فلتكن كرؤوس الشياطين ، وإنهم وقود النار وأصولها فلتخرج هي من أصل الجحيم ، رأسا برأس وأصلا بأصل.
وكما أن عدّة الزبانية للجحيم ـ التسعة عشر ـ فتنة للذين كفروا ، ومزيد إيمان للذين آمنوا ، كذلك شجرة الزقوم بأصلها في أصل الجحيم ،
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٤٠٤ ح ٣٢ في المجمع في رواية الزقوم بلغة البربر التمر والزبد فقال ابو جهل لجاريته : ...