بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان ، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات ، وزالت السنون والساعات فلا شيء إلا إلا الله الواحد القهار الذي إليه مصير جميع الأمور ، بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها ، وبغير امتناع منها كان فناءها ولو قدرت على الامتناع لدام بقاءها» (١).
أم إنه يعني الموقفين ، فيهما الملك لله الواحد القهار ، وعلى أية الحالين ف (مَنْ شاءَ اللهُ) هم أحياء عند الصعقة لا يصعقون مهما أجابوا أم سكتوا ، فرد هو سؤاله على نفسه (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) أين الجبارون؟ واين المتكبرون؟ واين الذين ادعوا معي إلها آخر؟ اين المتكبرون ونخوتهم؟ (٢).
(الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)(١٧).
«ما كسبت كل نفس» هو السبب للجزاء على حدّه عدلا في العقاب وفضلا في الثواب ، والسبب هو المسبب ف (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٦٦ : ٧) إذ يظهر العمل بملكوته فهو هو الجزاء ، ف (لا ظُلْمَ الْيَوْمَ) حيث العمل لا يزيد على نفسه ولا تختلط عليه الحسابات ولا تطول ف (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ).
فالزيادة على العمل ظلم ، والخروج عن حدّ العمل عقابا ظلم ، ولأن كل عمل محدود زمانا وأثرا أيا كان ، فالعقاب اللّامحدود ظلم ، بل
__________________
(١). نهج البلاغة عن امير المؤمنين (عليه السلام.
(٢). نور الثقلين ٤ : ٥١٤ ح ٢٧ ـ القمي بسنده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في حديث طويل يستعرض فيه موت الكون كله ، أقول ويستثنى منه «مَنْ شاءَ اللهُ» حسب التصريح القرآني.