آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) أتراه إسرائيليا يكتم إيمانه من آل فرعون؟ وصحيح التعبير عنه «يكتم إيمانه من آل فرعون»! فقد كان من آل فرعون وقومه وكما يخاطبهم «يا قوم» وكان (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) دون آل موسى ، فالمعنيان معنيّان : (رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) حتى رأى ضرورة التقية المعاكسة أن حفظ الإيمان تناصرا للرسول برسالته أوجب من حفظ النفس ، وقد كان حفظ نفسه أوجب من إظهار إيمانه حين لم يكن بهذه المثابة ، فلكل حال مقال ، ولكل مقال حال (١).
«قال» مستنكرا تصميمهم (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً) لا لشيء إلّا (أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ) وأنتم لا تنكرون الله مهما كنتم به مشركين ، فقد يعترف بربوبيّة
__________________
ـ وموضعا ... واما الحادي عشر فقول الله عز وجل في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل من آل فرعون (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ ...) فكان ابن خال فرعون فنسبه الى فرعون بنسبه ولم يضفه اليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بولادتنا منه وعممنا الناس بالدين فهذه فرق بين الآل والامة فهذه الحادية عشرة ، وفي تفسير البرهان ٤ : ٩٥ ح ١ القمي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال كان خازن فرعون مؤمنا بموسى قد كتم ايمانه ستمائة سنة وهو الذي قال الله : (وَقالَ رَجُلٌ ...).
(١) المصدر ح ٣٨ في بصائر الدرجات عن أبي جعفر (عليه السلام) قال له رجل ان الحسن البصري يروى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار؟ فقال : كذب ويحه فأين قول الله تعالى : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) ثم مد بها صوته فقال : فليذهبوا حيث شاءوا اما والله لا يجدون العلم الا هاهنا ثم سكت ثم قال : عند آل محمد ، وفي المجمع عن أبي عبد الله (عليه السلام) التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له والتقية ترس الله في الأرض لان مؤمن آل فرعون لو اظهر الإسلام لقتل.