(وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قالُوا إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ) (٧ : ٥٠) والتناد بينهم وبين ربهم : (أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) (٤١ : ٤٤) (يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ) (٤٠ : ١٠) (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) (٤١ : ٤٧) (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) (٢٨ : ٦٥) ثم محاجة وتناد بينهم (إِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ) فهم في مثلث من التناد ، بعد إذ رفضوا هنا صالح التناد (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ).
إنهم يتنادون قبل دخولهم الجحيم وبعده ، عائشين هناك تصايحا وتناوحا لأصوات في زحام وخصام ، يوليهم ويدبرهم خوفة وفرارا.
(يَوْمَ تُوَلُّونَ) عن شركائكم وعقائدكم وأعمالكم «مدبرين» عن ثالوثها فرأوا ولات حين فرار ، مولّين مدبرين عما كنتم له متولين وإليه مقبلين (ما لَكُمْ مِنَ) باس (اللهِ مِنْ عاصِمٍ) فانه المنتقم هناك لا سواه ، وله الملك لا سواه ، فانه الديان لا سواه (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) إضلالا يوم الدنيا بعد ما ضلوا (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) وآخر يوم الآخر بعد ما ضلوا عن صراط الجنة ، ضلالا عن ضلال ، ينتهيان إلى ما ضلوا يوم الدنيا (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ)!
(وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (٣٤) الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ