وهذا هو سبيل الرشاد ايمانا وعملا وعقيدة في صيغة موجزة سائغة لائقة بالداعية ، تعريفا بالدارين ، وصورة جامعة من خلفيّة الأولى للأخرى.
(وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (٤٢).
ولماذا «ما لي» وليس العجاب إلّا مما لهم من دعوة زائفة؟ لأن «ما لهم» واضح وضح الشمس أنهم عاشوا هوامش الضلالة ، مرتزقين وفي الإضلال ، فليوجّه السؤال إلى نفسه «ما لي» استحضارا لحاله وما له من بيئة ، فهل فيه ضلال كامن يدفعهم لدعوته إلى النار؟ وهو معلن بالحق في أشد الأخطار! فلا مطمع إذا ولا مطمح في دعوته إلى النار ، فليس إلّا أنهم هم الضالون إلى ذلك الحد العجاب ، انهم يدعون داعية الحق إلى الباطل فإلى نار ، وهذه الحالة البئيسة هي من خلفيات الطبع (عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) ألّا يحصر ضلاله في نفسه ، بل ويضل من يضل ويحاول في إضلال من لا يضل فهو في ثالوث الضلال المنحوس!
وكيف (أُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ) ويعلم الذي آمن ألّا شريك
__________________
ـ امير المؤمنين (عليه السلام) يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات واما قوله عز وجل (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال الله عز وجل : لقد حقت كرامتي ـ او قال ـ : مودتي لمن يراقبني ويتحاب بجلالي ان وجوههم يوم القيامة من نور على منابر من نور عليهم ثياب خضر قيل من هم يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال : قوم ليسوا أنبياء ولا شهداء ولكنهم تحابوا بجلال الله ويدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب نسأل الله ان يجعلنا منهم برحمته.