صراط مستقيم أعلى ، حيث الحكمة القرآنية أعلى الحكم فلا أعلى منه ولا تدانيها حكمة ، فالصراط المستقيم الذي لا عوج له هو طبيعته وماهيته.
إنه (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) في «الصورة الإنسانية» (١) والعبودية : (إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٣ : ٥١) والإيمان والاعتصام بالله (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً) (٤ : ١٧٤) (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٣ : ١٠١) (قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (٦ : ١٦١).
ولأنه مليء من الصراط المستقيم ف (إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤٢ : ٥٢) هداية أصيلة بالكتاب : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ ... وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٥ : ١٦) وأخرى هامشية بسنته القاطعة : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ).
فهو (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) في شخصه ورسالته ، في الصورة الإنسانية ، وصراط العبودية والإيمان ، والاعتصام بالله ، وفي هدي كتاب الله ، وفي رسالته ، وإسلامه ، وتوحيده لله ، سبعة كاملة بأفضل درجاتها ، منقطعة النظير بين كل بشير ونذير في ملإ العالمين من الملائكة والجنة والناس أجمعين (٢).
(إِنَّكَ ... عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) «إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ
__________________
(١) تفسير الصافي عن الامام الصادق (عليه السلام).
(٢) راجع تفسير الآية «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» ج ١ الفرقان.