القبائل الحاضرة
تكلمنا على القبائل القديمة من الكرد بصورة موجزة ، ويراد بها المجموعة التي تجمعها أرض واحدة ، أو قرية بعينها. وتراعى فيه المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. ويصح أن يقال إنها واسطة عقد تكون القرية ووسيلة تشكيلها. فإذا بحثنا عن القبيلة هنا كان موضوعنا يتعلق بالقرية وعلاقة الأشخاص بها ، وإدارتها. فلا يفرق البحث عن هذه إلا من ناحية اتصال القبيلة بها ، أو تعرف أوضاعها وحالاتها أو قل ان جماعة كردية (القبيلة) حيثما حلت كونت قرية باسمها. وهذه قد تتوسع. أو تنضم إليها غيرها وتصير إمارة ... ولا يختلف هذا بين القبائل الرحالة ، والقبائل المتوطنة. إلا أن الرحالة منها أقرب الى العشائر العربية في مجموعاتها ، وفي القربى بين أفرادها ، ولكن لا تخرج عن أنها في الأصل (قرية) ، تتجول في مواطن صيفية ، وأخرى شتائية تتنقل إليها لضرورة اقتضت أو لازمت حياتها ، وسميت بها أثناء تكونها ، ويلازمها هذا الاسم.
وقد يطول بنا القول في ذلك ، والأولى أن ندخل في مباحث القبائل الحاضرة مراعين عشائر كل لواء بقدر الامكان ، ومن ثم نعين أوصافها ، ولكننا نبدأ بمن اكتسبت صفة متنقلة (رحالة) ، ثم نميل الى المتوطنة في قرى ولا نتحول منها إلا لأسباب اضطرارية ، وأحوال قاهرة قاسرة. والقبائل الكردية كثيرة ، وما وصل إلينا خبره يكون بلا ريب موضوع بحثنا.