خاتمة القول
هذا ما تمكنا من تدوينه عن القبائل الكردية استقاء من منابع تاريخية موثوقة ، ومن اتصال ببعض القبائل ، وبالعارفين منها ممن اعتقدنا أنهم أهل أن يؤخذ عنهم ، ولا نستطيع في هذه الحالة أن نتجرد من كل تبعة ، فالتقصير لا طريق لنا في التخلي عنه ، ولما كانت غايتنا اطلاع العراقيين على أبناء وطنهم والتعرف بهم فالمعذرة واضحة وتدارك الخلل بالتنبيه عليه ممكن.
ولا شك أننا كتبنا القليل وما فات اكثر. ولعل كثيرين يعلمون أوسع مما كتبنا. وفي هذه الحالة ، وبعد أن رأوا هذا الكتاب قد وصل الى أيديهم يترتب عليهم بيان ما فات ، والاستدراك لما نقص ، والإصلاح لما وقفوا عليه من خطأ.
والتعاون على العمل يؤدي قطعا الى توليد نتائج كبيرة في المعرفة. والإحاطة غير متيسرة ، والصواب غير مكفول. وأرى من واجب الذمة الإسراع في إصلاح ما يستدعي الإصلاح في أقرب فرصة ، فلا أستغني عن الفات النظر ، والمرء كثير بإخوانه.
والأمر المهم الذي أحاول إبداءه إن العمل المنظم يسوق دائما الى نتائج نافعة ، فالغلط يناله الإصلاح ، والنقص يكمل ، والزائد يحذف ... وكل هذا تابع للمعرفة ، وللتعاون في أمر الإصلاح. والمرء لا يستطيع أن يقدم أكثر مما عنده.