(٢)
إمارة العمادية
وهذه الإمارة معروفة ، وغالب حكمها على العشائر ولكنها أقرب للحضارة. ظهر فيها علماء أفاضل ، وتكونت فيها مساجد ومدارس. والإمارة قديمة ، ويرجع تاريخ تجديد المدينة الى عماد الدين زنكي سنة ٥٣٧ ه ، فعرفت ب (العمادية) وكانت قبل هذا تدعى آشب وإن لغتهم مختلطة بالعربية والكردية والظاهر أن إمارتهم تكونت في أواخر عهد المغول. وذكر في الشرفنامة أن أمراءها جاؤوا من (طارون) من أعمال شمس الدين (شمدينان) وهي منطقة واسعة في الجمهورية التركية وأول من عرف من أمراء العمادية (بهاء الدين) فقيل لهم (بهدينان) ، ولم يعين أحد بالضبط تاريخ توصلهم الى الإمارة ، ولا سبب ظهورهم.
ومن مراجعة نصوص عديدة قد تلخص لنا أن صاحب مسالك الأبصار قد تكلم في (الجولمركية) ، وهم قوم ينسبون الى الوطن (١) لا الى النفر ، بل هم طائفة من بني أمية يقال لهم (الحكمية) اعتصموا بالجبال واستغنوا بمنعتها طلبا للسلامة من أعدائهم ، وذكر أنهم الآن في أيامه يزيدون عن ثلاثة آلاف ، وكان ملكهم عماد الدين بن الأسد منكلان ، ثم خلفه الملك أسد الدين. ووصف مناعة جبلهم ثم قال :
__________________
(١) لا يزال جولمرك معروفا في تركية.