«والملك عليهم (يريد في أيامه) بهاء الدين بن قطب الدين ، وولده في الملك يجري مجراه. وكان له ابن عم آخر يدعى (شمس الدين داود) ...» ا ه
وسياق عبارته يدل على أن هؤلاء ملكوا عليهم في أيامه فقد ولي أمرهم هؤلاء ، ولم يعين نسبهم ، وإنما عين قبائلهم ، وهم الجولمركية. فلا شك أن هؤلاء منهم تكونت «إمارة بهدينان» في العمادية. وتنسب الى بهاء الدين هذا ، ومواطنهم كانت تلي بلاد العمادية ، والنصوص المسموعة والمنقولة تؤيد ذلك ، وأما شمس الدين داود فقد ولي إمارتهم الأصلية ، وتوافق الرواية المسموعة. قال في المسالك :
«ويلي الجولمركية وجه عقر شوش ، وبلاد العمادية ، وبلاد زيبار ، وبلاد الهكار». اه
ولا يمنع ان هؤلاء الأمراء كانوا في ايام صاحب المسالك ، وأنه كان بدء تكون إمارتهم ، وأصل تفرعها وأنهم من أصل عباسي كما يحفظه أمراؤهم واشتهروا بذلك ذكر ذلك صاحب الشرفنامة وفي سياحتنامهء حدود أيد هذه الشهرة المعروفة. والإمارة قد تكون من اصل غير أصل القبيلة وتابعة للمواهب ، والأسماء متفقة وتقرب مما ذكره صاحبى الشرفنامة من أجدادهم ، بل ليس لدينا ما نعول عليه اقوى سندا من ذلك.
وأمل المصادر التاريخية الأخرى تظهر طريق توصل هؤلاء للإمارة ، وتوسعها فينجلي المبهم. وما ذكرته من هذه النصوص لم يدع شكا في تكون شمدينان ، وبهدينان موافقا للمسموع والمنقول معا. والروايات الأخرى في أصلهم وضعها صاحب الشرفنامة. تولدت إمارة بهينان على العمادية والأنحاء المجاورة لها من زاخو ، ودهوك والعقر (عقرة) ، وتوالى أمراؤهم ، وان السلطان حسين منهم كان في ايام السلطان سليمان القانوني ، وتوالوا بعده ، فدامت إمارتهم الى أواخر أيام علي رضا باشا اللازر ، وقد بحثت في ذلك مفصلا في تاريخ العراق بين احتلالين.