(٣)
الحياة المعايشية
١ ـ تربية المواشي (الرعي):
لكل عشيرة ، أو قبيلة اتجاه في حياتها المعايشية ، وطريق في انتاجها ... فالجاف مثلا مشهورون في تربية المواشي ، وأكثرها الأغنام ، ولعلها السبب في تحولها للحصول على مراع ، لإعاشة ما لديها من مواش ، ومن قديم الزمان اقتسموا المواطن وتعين لكل طائفة أماكن خاصة بها ، فلا تتجاوز مواطن رعيها في الجبال المباحة والمراعي الخصبة بين إيران والعراق صيفا وشتاء ، وهكذا القبائل الرحل الأخرى لكل منها موطن رعي وغالب الوقائع ، والحوادث تجري ابان المرور فتتنازع بينها ، ومع العشائر الأخرى ، أو مع رجال الدولة الإيرانية. وهذا في السنين الممحلة ، أو قلة الخصب ، أو كثرة ما لدى العشيرة من حيوان فتمد يدها مما يؤدي الى وقائع.
أما إثارة الزعازع أيام توتر العلاقات بين إيران والعراق فهذا قليل ، والقبائل الكردية أهل مصالح مع الدولتين ، لا يحاولون التشويش بينهما. ولذا ورد في سياحتنامهء حدود وفي تقرير الحدود أن هؤلاء يميلون الى إيران أكثر ، ومن ثم نعلم المغزى في أن القوم ذوو علاقة واتصال لا يريدون ضياع مواطن رعيهم ، فلا يسارعون في المناضلة ، أو إبداء العداء ... وشأن الرعي يستدعي ذلك ، ولكن في الوقائع الأخرى في الغالب مبناها شخصية ، أو أثناء المرور لما يرون من معارضة أو تعديات من الموظفين