(٢)
قبيلة الهماوند
من القبائل التي أحدثت ضجة في لواء السليمانية مدة ...
وهؤلاء يعدون في الأصل من الجاف على ما ذكر لي كريم بك الجاف ، إلا أنهم يعدون اليوم قبيلة قائمة بنفسها ومنهم فرقة صوفيوند لا تزال مع الجاف (١). واضطربت آراء الباحثين في أصلهم ، فلا ينبغي أن يتخذ القول بأنهم من الجاف قطعيا ، وقال آخرون إنهم جاؤوا من إيران حوالي سنة ١١٨٠ ه أو سنة ١١٩٠ فسكنوا قضاء بازيان. قال ذلك صاحب سياحتنامهء حدود (٢) ، وسماهم (أحمد وند) ، فبين أنهم كانوا نحو سنة ١٢١٠ ه أو ما قارب ذلك يؤدون الضرائب إلا أنهم امتنعوا بعد ذلك ، وصاروا يتخذون النهب والسلب والضرر بالمارة ديدنا ، فملأوا تلك الأنحاء بمظالمهم وتعدياتهم. قال وإن هذه الطائفة يقال لها (هماوند) أيضا مما يدل على أن أصلها أحمد وند فتصرفوا باللفظ. وباقي ما ينسب لهم من وجوه في التسمية وأصلها لم نجد له ذكرا في كتب التاريخ ولا يعول عليه بوجه.
كانت عاداتهم السلب والنهب. ومع هذا يزاولون تأدية الفرائض من صلاة ، وصيام ، ومما يحكى عنهم أنهم يقتلون المرء ، وينهبون القوافل ،
__________________
(١) مرّ سابقا في هذا الجزء.
(٢) سياحتنامهء حدود ص ٢٤٦.