في سيرهم ، أو من القبائل في طريقهم.
وإحصاء ما عند القبائل من الغنم أو الدواب والمواشي أمر لا يصح بوجه ، وما كتبه الأجانب لا يعدو التخمين ، ولا يعول عليه ... ولكن الأمر المهم أن هؤلاء على كثرتهم يعيشون على الرعي ، وهو من لوازم تجولاتهم وتنقلاتهم ، وإن أكثر ربحهم منه ... ويتولد لهم ثراء كبير ، ويعدون من أغنى القبائل من جرائه ... وفي الوقت نفسه يقدمون لأهل المدن ما يحتاجونه من مادة. وفي كل سنة يقدمون للبيع مقدارا وافرا ، لا يوازيه ما يستفاد من الزراعة سواء من الغنم للذبح ، أو السمن ، والجبن وما شابه ... كالصوف والجلود ... ولكل قيمته وفائدته. والقبائل المستقرة لا تخلو من مواطن للرعي ، أو تنقل مهما كان نوعه.
هذا. وليس لنا من الاحصاء ما يؤيد الغرض المطلوب ... إلا أنه يصح أن يقال بطريق القطع إن مهمتهم كبيرة جدا ، لا تقل عن أهمية الزراعة ، بل هما لازمتان للحياة الاجتماعية.
٢ ـ الزراعة :
هذه لا يقوم بها كل القبائل ، والرحل منهم لا يتعاطون الزراعة إلا قليلا ، وإنما يتعاطون الرعي ، وأما الذين يتعاطون الزراعة ، فهم سكان القرى في الأغلب ، ولكنهم لم ينقطعوا تماما اليها ، وإنما يتعهدون تربية المواشي في كثير من الأحيان ... ويستفيدون من الناحيتين ، ويقومون بالمهمتين ... والملحوظ أنهم في زراعتهم لا يقدمون إنتاجا زائدا بحيث يعرض للأسواق ، فيكاد زرعهم لا يكفي إلا لسد حاجاتهم ...
والأراضي كثير منها مفوضة في الطابو ، وإن امراءها ورؤساءها يملكون القسم الكبير منها ، وللمتفوض العشر في الديم (المطري) ، أو الخمس في السيح (المائي) ... وأما الشلب فيؤخذ فيه النصف. وهذا هو العام أو الأغلب هناك ولكنه يختلف كثيرا في بعض المواطن فلا يستقر على قاعدة ، ففي (قضاء كفري) الأمر متفاوت جدا.