وعمر ، ويؤيّده مطابقة عدد المنكر مع عمر ، والإطاعة هو الامتثال بالائتمار بالأوامر والانتهاء عن النواهي .
واليقين هنا الموت كما في قوله تعالى : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ
حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (١) أقيم السبب مقام
المسبّب فإنّ بالموت يزول الشكّ ويحصل العلم بما أخبر به النبيّ صلىاللهعليهوآله من أحوال النشأة
الأخرىٰ وهذا بالنسبة إلى عامّة الناس ، وأمّا الخصيصون من العباد فهم على يقين وعلم في جميع أحوالهم فكأنّهم يعاينون الجنّة والنار والصراط والميزان وسائر ما أخبر به الصادق الأمين ، ومن
________________________
ويؤيّده ما رواه الاسترآبادي في تأويل الآيات ص ٢٢ ، عن داود بن كثير عن الإمام الصادق عليهالسلام : (يا داود : إنّ الله خلقنا فأكرم خلقنا ، وفضّلنا وجعلنا أُمناءه وحفظته وخزّانه على ما في السماوات وما في الأرض ، وجعل لنا أضداداً وأعداءً ، فسمّانا في كتابه وكنّىٰ عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبّها إليه تكنيةً عن العدو ، وسمّى أضدادنا وأعداءنا في كتابه وكنّى عن أسمائهم ، وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عباده المتّقين) .
ويؤيّد هذا ما رواه في نفس المصدر عن الفضل بن شاذان بإسناده عن الصادق عليهالسلام : إنّه قال : (نحن أصل كلّ خير ، ومن فروعنا كلُّ برٍّ ، ومن البرّ التوحيد ، والصلاة ، والصيام ، وكظم الغيظ ، والعفو عن المسيء ، ورحمة الفقير ، وتعاهد الجار ، والإقرار بالفضل لأهله ، وعدوّنا أصل كلّ شرٍّ ، ومن فروعهم كلُّ قبيح وفاحشة ، فمنهم الكذب ، والنميمة ، والبخل ، والقطيعة ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم بغير حقّه ، وتعدّي الحدود التي أمر الله عزّوجلّ ، وركوب الفواحش ما ظهر منها وما بطن من الزنا والسرقة ، وكلُّ ما وافق ذلك من القبيح ، وكذب مَن قال إنّه معنا وهو متعلِّق بفرع غيرنا) .
١ ـ الحجر : ٩٩ .