يَا مَوْلَايَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ .
يُحتمل أنْ يكون من تمام ما تقدّم ، وأن يكون استئنافاً لما يأتي ، والمراد بـ (المولى) هو المراد به في قوله : (مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه) (١) ، لأنّ ما ثبت له عليهالسلام من الفضائل والخواصّ فهو ثابت لسائر الأئمّة المعصومين (٢) عليهمالسلام إلّا ما استثنى (٣) ، فالمراد به هو أولىٰ بالمؤمنين من أنفسهم كما كان النبيّ صلىاللهعليهوآله كذلك بنصّ القرآن (٤) ، فإنّ ما ثبت للنبيّ صلىاللهعليهوآله فهو ثابت للوصي أيضاً إلّا ما استثنىٰ (٥) ،
________________________
١ ـ راجع إعلام الورى للطبرسي ص ١٦٥ ؛ وبشارة المصطفى لشيعة المرتضى للطبري ج ٢ ، ص ٩٢ ، ح ٢٤ ، ط قم جامعة المدرّسين .
٢ ـ راجع إعلام الورى للطبرسي ص ٣٥٥ ، ودفع المناواة للكركي ص ١٩٠ تحت عنوان (أنّهم عليهمالسلام جرى لهم ما جرى لعليّ عليهالسلام ، وجرى لعليّ ما جرى لرسول الله صلىاللهعليهوآله) .
٣ ـ ما انفرد به الإمام عليّ عليهالسلام بإمرة المؤمنين ، وقد تقدّم أنّه لا يجوز لأحدٍ أن يُلقّب بهذا اللقب حتّى الأئمّة عليهمالسلام ، وإن كانوا أهلاً لهذا . ولهذا صدر منهم ردعٌ وزجرٌ لمن لقّبهم بهذا اللقب .
٤ ـ إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأحزاب آية (٦) : (النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) .
قال عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره ج ٢ ، ص ١٥١
: ( ... فجعل الله تبارك وتعالى لنبيّه صلىاللهعليهوآله الولاية على
المؤمنين من أنفسهم ، وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله بغدير خمّ :
(يا أيّها الناس ألستُ أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلىٰ . ثمّ
أوجب لأمير المؤمنين عليهالسلام