ويُحتمل أن يُراد بظاهرهم ظهورهم في زمن محمّد صلىاللهعليهوآله في هذه الهياكل الشريفة ، وبباطنهم كونهم في الأعصار السالفة مع الأنبياء السالفين (١) كما يدلُّ عليه حكاية أمير المؤمنين عليهالسلام مع الجنّي الذي كان في زمن نوح (٢) ، والجنّي الذي كان في زمن سُليمان (٣) ، وما ورد من أنّه عليهالسلام كان مع الأنبياء باطناً ومع محمّد صلىاللهعليهوآله ظاهراً وباطناً ويرشد إليه أيضاً قوله : «أنا حملتُ نوحاً في السفينة ، أنا صاحب يونس في بطن الحوت ، أنا الذي جاوزتُ موسى البحر ، وأهلكت القرون الأولى ، أعطيتُ علم الأنبياء والأوصياء وفصل الخطاب ، وبي تمّت نبوّة محمّد صلىاللهعليهوآله» (٤) .
وقوله عليهالسلام : «أنا الذي جحد ولايتي ألف أمّة فمسخوا ، أنا المذكور في
________________________
١ ـ قال أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبةٍ طويلة ذكرها البرسي في المشارق ص ٣٢٠ قال فيها : (أنا المذكور في سالف الأزمان ، والخارج في آخر الزمان ، أنا قاصم الجبّارين في الغابرين ...) .
٢ ـ ذكر السيّد هاشم البحراني في حلية الأبرار ج ١ ، ص ٢٢٣ ، الباب الثاني ط بيروت الأعلمي : (إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان جالساً وعنده جنّي يسأله عن قضايا مشكلة فأقبل أمير المؤمنين عليهالسلام فتصاغر الجنّي حتى صار كالعصفور ثمّ قال : أجرني يارسول الله ، فقال : ممّن ؟ فقال : من هذا الشاب المقبل . فقال : وما ذاك ؟ فقال الجنّي : أتيتُ سفينة نوح لأغرقها يوم الطوفان فلمّا تناولتها ضربني هذا فقطع يدي ، ثمّ أخرج يده مقطوعة فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : هو ذاك .
٣ ـ وفي المصدر نفسه : (إنّ جنّياً كان جالساً عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فأقبل أمير المؤمنين عليهالسلام فاستغاث الجنّي وقال : أجرني يارسول الله صلىاللهعليهوآله من هذا الشاب المقبل قال : وما فعل بكَ ؟ قال : تمرّدتُ على سليمان فأرسل إليَّ نفراً من الجنّ وطلت عليهم فجاءني هذا الفارس فأسرني وجرحني وهذا مكان الضربة إلى الآن لم يندمل .
٤ ـ هذا مقطع من خطبته عليهالسلام النورانية وقد تقدّم ذكرها .