المقرّبون كلّنا واحد ، وأمرنا واحد ، وسرّنا واحد فلا تفرّقوا بيننا فتهلكوا ، فإنّا نظهر في كلّ زمان بما شاء الله فالويل كلّ الويل لمَن أنكر ما قلتُ ، ولا ينكره إلّا أهل الغباوة ومَن خُتِمَ على قلبه وسمعه وجعل على قلبه غشاوة) (١) .
ويُحتمل أن يراد بظاهرهم علومهم الظاهرة من علوم الشريعة المتعلّقة بالحلال والحرام والحدود والأحكام ، وبباطنهم الأسرار المكنونة التي لا يطّلع على بعضها سوى أهل سرّهم كسلمان وكميل وغيرهما ، وفي هذا المقام قال : (لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لكفّره أو لقتله) (٢) .
وقال عليهالسلام :
(إنّي لأكتم من علمي جواهره |
|
كيلا يرى الحقّ ذو جهلٍ فيفتننا) (٣) |
إلى آخر الأبيات .
________________________
تأويله بأنهم عليهمالسلام كانوا الأوليين يعنى قبل بقية الخلق ، الأزليين يعنى السابقين في خلق الله تعالى لهم قبل سائر المخلوقات
١ ـ أخرجه البرسي في مشارق أنوار اليقين ص ٣٠٦ ، وتقدّمت هذه الخطبة .
٢ ـ ذكره السيّد المرحوم عبدالله شبّر في مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار ج ١ ، ص ٣٤٨ ، الحديث الثالث والخمسون نقلاً عن الكافي ، واحتمل فيه ستّة احتمالات منها وهو الخامس : (أن يكون المعنى لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان من العلم لقتله ، لأنّ أبا ذرّ يعلم أنّ في قلب سلمان علماً ويعلم أنّه لا يجوز له إظهاره تقيّةً فمع ذلك إذا أظهر سلمان ما في قلبه لأبي ذر ولم يتّق منه لقتله لعدم جواز إظهاره لذلك العلم ولا يخفىٰ بعده) .
٣ ـ هذه الأبيات منسوبة للإمام زين العابدين عليهالسلام ، وإليك البقيّة :
وقد تقدّم في هذا أبو حسن |
|
إلى الحسين ووصّى قبله الحسنا |
ياربّ جوهر علم لو أبوح به |
|
لقيل لي أنت ممّن يعبد الوثنا |
ولاستحل رجال مسلمون دمي |
|
يرون أقبح ما يأتونه حسنا |
راجع مصابيح الأنوار ج ١ ص ٣٥٢ ط بيروت مؤسسة (النور) .