وبالجملة ففي هذه الفقرات (١) إشارة إلى شرافته النسبية وأصالته ونجابته بحسب الآباء والاُمّهات ، كما أنّ الفقرات السابقة كانت إشارة إلى شرافته الذاتية ، وكمالاته المعنوية ، ومقاماته الروحانية .
والمرتضىٰ من ألقاب أمير المؤمنين (٢) مشتقّ من ارتضيته إذا اخترته كرضيته ، لأنّ الله ارتضاه من خلقه لمقام الولاية الكلّية ، فكان خاتم الأولياء كما كان المصطفى صلىاللهعليهوآله خاتم الأنبياء ، فالمصطفىٰ والمرتضىٰ بحسب التفسير واحد كما كانا بحسب الحقيقة متّحدين كما قال : (أنا وعلي من نور واحد) (٣) ، ويشهد به أيضاً ما في حديث النورانية (٤) .
والزهراء من ألقاب فاطمة عليهاالسلام ، وقد وردت في وجه تسميتها بذلك أخبار ، ففي بعضها : (لأنّها إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما تزهر نور الكواكب لأهل الأرض) (٥) .
______________________________________________________
ح ٥٠١ ؛ والاحتجاج للطبرسي ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ .
١ ـ أي في نصّ الزيارة الشريفة .
٢ ـ راجع مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج ١ ، ص ٥٩ ، ط : أُمّ القرىٰ .
٣ ـ بحار الأنوار ، ج ١٥ ، ص ١١ .
٤ ـ مرّ مصدره ، ولكن سوف يأتي نصّ الحديث لاحقاً إن شاء الله تعالىٰ .
٥ ـ أخرج هذه الرواية الشيخ الصدوق قدسسره في علل الشرائع ج ١ ، ص ٢١٥ ، ح ٣ ، ط بيروت وهذه الرواية عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه قال : سألتُ أبا عبدالله عليهالسلام عن فاطمة لِمَ سُمّيت الزهراء ؟ فقال عليهالسلام : (لأنّها إذا قامت إلى آخر الرواية ...) ، وأيضاً أخرج الصدوق رواية طويلة في العلل عن علّة تسميتها بالزهراء عليهاالسلام ج ١ ، ص ٢١٤ ، فراجع .