وتؤدى نفس المعنى الذى يريده سبحانه ، ويعرف ذلك من تدبر القرآن وعلم من معانيه بإذن ربه ... ، إن أهوال يوم القيامة لو تفكر فيها الخلق لبكوا كثيرا واستيقظوا من غفلتهم ... ، هناك من الأغلال فى أعناقهم والسلاسل يسحبون إلى النار ... ، وهناك من يلجم بلجام النار وهو من كتم العلم وابتغى به الدنيا ... ، هناك من يسقى الحميم ، أو يصب فوق رأسه ، ومن يضربون بمقامع الحديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ... ، هناك من يحمل شاة غلها لها تغاء ... ، أو جملا له رغاء ... ، أو بقرة تيعر ... ، أو يحمل ذهبا أو فضة ... ، وهؤلاء من غلوا فى الدنيا وسرقوا ... ، أخبر صلىاللهعليهوسلم أن امرأة دخلت النار فى مخيط ، وحين تعجب الصحابة قال والمخياط ... ، أى الإبرة وخيطها لا بد من تسليمهما لمن أخذتهما منه ... ، هناك من دخل النار فى قيد دابة أخذه من صاحبه ولم يرده ... ، فلا بد من تذكر الصراط واليوم الآخر ... ، وبئر الأمانات ... ، إن الجار يتعلق بجاره لأنه لم ينصحه فيهوى الاثنان فى النار ... ، ولو نصحه وأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر جاز على الصراط قبل العباد بخمسمائة عام ... ، والأمانة تمثل لمضيعها فى قعر جهنم حتى يأتى بها وهى أثقل من الجبال ثم إذا وصل إلى أعلى جهنم وقعت من فوق كتفيه إلى قعر جهنم ، وهكذا إلى ما شاء الله .. ، وعاق والديه لا ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة ولو جاء بعمل ألف صديق وكان مصيره النار (١) ... ، يقول صلىاللهعليهوسلم" ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم" ... ، وما من عبد مسلم أو أمة ضحك فى وجه والديه أو أحدهما إلا غفر له ما كان منه من الذنوب والخطايا ، وكان مصيره إلى الجنة" (٢) ... ، إن الكاذب فى أول قدم يضعها على الصراط يهوى فى النار ... ، كذلك يهوى قاطع الرحم ... ، وينجو أصحاب الصدقات وقوام الليل ، والعلماء العاملون يقدمونهم ، وينجو من استقام على حب الله ورسوله ، وأدى الفرائض وأحب مجالس العلم وصحبة العلماء ... ، إن الصراط طوله خمسمائة عام ... ، وقيل طوله ستة وثلاثون ألف سنة من
__________________
(١) رواه الطبرانى ـ الترغيب والترهيب ـ الجزء الرابع ص ٤٩٤.
(٢) بستان الواعظين ورياض السامعين.