وبالفعل نجد الآن انتشار التجارة ونلاحظ مشاركة المرأة زوجها فى تجارته ، بل ربما تقيم معه بالسوق طوال النهار ، وكذلك انتشر سلام الخاصة ، وهو إلقاء السلام على من نعرف فقط رغم أن السنة هى إفشاء السلام وإلقاء السلام على من نعرف ومن لا نعرف ، يقول صلىاللهعليهوسلم" من تمسك بسنتى عند فساد أمتى فله أجر مائة شهيد" (١) ، وكذلك علمنا من وصايا الرسول صلىاللهعليهوسلم .. ، بامتناع غير المسلمين من رفع الجزية والخراج .. ، والتطاول فى البنيان وكثرة الزلازل .. ، وظهور النساء الكاسيات العاريات .. ، وأخبر أن عمار بن ياسر سوف تقتله الفئة لباغية وقد قتله بالفعل أحد أتباع معاوية وعندها حدث انقلاب فى صفوف أتباعه وانضموا إلى صفوف على بن أبى طالب .. ، وأخبر الرسول صلىاللهعليهوسلم .. ، بانتشار الربا وكثرة موت الفجأة وقد انتشر ذلك فى زماننا .. ، وقد أخبر بصدق رؤيا المؤمن وكثرة القتل وحلق اللحى وجعلهما كحواصل الحمام وصبغها بالسواد وقد حدث كل ذلك فى زماننا .. ، يقول الرسول صلىاللهعليهوسلم .. ، " يكون قوم يخضبون فى آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة" (٢).
إنها الآيات تتحقق لتملأ قلوب المؤمنين يقينا بوعد الله فى الدنيا والآخرة .. ، لقد نزلت الملائكة تؤيد المسلمين فى غزوة بدر .. ، وفى حروب المسلمين الآن هناك من الوقائع ما يثبت نزولهم وتأييدهم فى مواقع كثيرة ، واعترف بذلك من شاهدوا تلك الموافق ولقد نزلت الملائكة على الصحابى أسيد بن حضير وهو يقرأ ورأى مثل الظلة فوق رأسه كأمثال المصابيح مدلاة بين السماء والأرض .. ، وأخبره الرسول صلىاللهعليهوسلم .. ، أن تلك الملائكة كانت تستمع إليه" (٣).
__________________
(١) أخرجه البيهقى. من وصايا الرسول صلىاللهعليهوسلم.
(٢) رواه أحمد وصححه أحمد شاكر ـ ورواه أبو داود وقوى الحافظ إسناده.
(٣) أنظر حياة الصحابة ـ الجزء الرابع ص ٣٧٦.