بقوله تعالى (فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ) (١) وكذلك فإن يونس عليهالسلام قد نادى ربه (فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (٢) وقد استجاب الله له ونجاه من الغم أيضا ، لذلك نجد أن اسم النبى أيوب قد ذكر ٤ مرات ويونس أيضا قد ذكر أربع مرات وهناك إعجازات أخرى فمثلا حين قال صلىاللهعليهوسلم" وبالقدر خيره وشره" ، ولم يقل بالقضاء خيره وشره لأن القضاء لا يحمل الشر أبدا لأنه من عند الله حكم به لعباده ورضى به لهم ، ولكن القدر هو ما علمه الله بعلمه المطلق لما سيكون وما سيقع وما سيختاره الإنسان وإذا نظرنا إلى التصوير القرآنى للأمور والحقائق نجد التناظر فى الرواية فمثلا قوله تعالى (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (٣) ... ، نجد أن الجزء الأول من الآية ١٤ حرفا والنتيجة بعد كشف الغطاء أن البصر يكون حديدا يرى الأمور على حقيقتها فالجزء الثانى أيضا مكون من ١٤ حرفا ... ، وقوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) نجد أن عدد الحروف ٢٨ حرفا فهناك حكمة باطنة تتجلى فى آيات القرآن الكريم للناظرين والمتأملين فمثلا يقول تعالى (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) سورة الليل آيات ١ ، ٢ ، ٣ والليل بالفعل يغشى الكون بعد عبور الغلاف الجوى لذلك نجد صيغة (إذا يغشى) بالمضارع الذى يفيد الاستمرارية ... ، والنهار لا يكون إلا حين يتجلى ويتشتت عبر الغلاف الجوى حين يكون نصف الكرة الأرضية مواجه للشمس ، لذلك نجد صيغة (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) تأتى بصيغة الماضى الذى لا يفيد الاستمرارية ولو كان النهار يحدث مرة لكانت العبارة" إذ تجلى" وحين نتأمل قوله سبحانه (وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) نجد الإشارة إلى الزوجين فى الخلق حيث خلق سبحانه من كل شىء زوجين فهو قسم بكل شىء خلقه سبحانه فى السماء والأرض ... ، إنه الإعجاز اللغوى والبلاغى الذى لا يخطر بعقول البشر إلا بمنحة من الله سبحانه لنعرف أنه الحق علام الغيوب ... ، وعن نهاية دولة إسرائيل التى بغت فى الأرض فسادا وظلما قال تعالى (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) فلا بد من الهزيمة لكل جبار ومفسد ، وتبين سورة الإسراء من الآية الرابعة حتى السابعة أن هناك فسادين لبنى إسرائيل ، الفساد الأول كان قبل الإسلام فى دولة
__________________
(١) سورة الأنبياء ٨٤
(٢) سورة الأنبياء الآية ٨٨
(٣) سورة ق الآية ٢٢