والوجه فيه : أنه نقل ضمة الياء المستحقة فى الأصل إلى اللام ، ثم حذفها ، ولم يبدلها ألفا.
٥٩ ـ قوله : (سَواءٍ) :
يقرأ ـ بالنصب ـ على المصدر ، أى : يستوى بيننا وبينكم الإيمان ، والتوحيد ، ثم فسره بقوله : «ألّا نعبد».
ويقرأ ـ بالرفع ـ أى : هو سواء (١).
٦٠ ـ قوله : (يَتَّخِذَ بَعْضُنا)
الذى وجدت فى كتب القراءات «بعضنا» ـ بالنصب ـ ولم يذكروا فى «يتخذ» شيئا.
والأشبه : أن صاحب هذه القراءة قرأ «نتّخذ» ـ بالنون ـ كالذى قبله ، فنصب «بعضنا» به ، و «يتّخذ» متعدّ إلى مفعولين ، و «بعضا» المفعول الثانى ، و «أربابا» (٢) بدل أو صفة.
والمعنى : متعلق «بأرباب» وإنما ذكره بعض توطئة ، كما قال تعالى : (إِلهاً واحِداً) [التوبة : ٣١] ، (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) [البقرة ١٦٣] فأوله توطئة للصفة ، أو الخبر.
فإن صح أن القراءة فى «يتخذ» ـ بالياء ـ فالوجه فيه : أنه أضمر الفاعل ، أى : ولا يتخذ أحدنا ، وقد دل عليه ما قبله ، من قوله : «نعبد» ولا نشرك لأنها تدل على الجمع.
__________________
(١) فى البحر المحيط : «وقرأ الجمهور «سواء» ـ بالجر ـ على الصفة ، وقرأ الحسن «سواء» ـ بالنصب ، وأخرجه الحوفى ، والزمخشرى على أنه مصدر ...» ٢ / ٤٨٣ البحر. وانظر الكشاف ١ / ٣٧١ ، وانظر التبيان ١ / ٢٦٨ ، ٢٦٩.
(٢) فى المصباح المنير ، مادة (تخذ) : «تخذت زيدا خليلا» بمعنى : جعلته ، وتخذته كذلك ، وتخذت الشئ تخذا من باب «تعب» ..».