أحدهما ما ينقص من الأخرى «سنة الله» التى لا تحول ، ولا تزول ...
وأبو البقاء : منح موهبة النثر فى القمة منها ، ولم يحرم من موهبة الشعر ، لكنها لا ترقى إلى مرتبة النثر عنده وذلك : لتتكامل الإنسانية ، ويحتاج الإنسان إلى الآخرين (١).
بعد عرض ما تقدم نقول :
لقد غلبت موهبة النثر ، وقدرته على أبى البقاء ، وإنه لمن النادرين الذين نبغوا فى النثر ، وجاء عنهم قليل من الشعر.
ومن شعره :
صاد قلبى على العقيق غزال |
|
ذو نفار ، وصله ما ينال |
فاتر الطرف ، تحسب الجفن منه |
|
ناعسا ، والنعاس منه مزال (٢) |
والبيتان ، مع ما فيهما من غزل ، يعود فى المعنى إلى معانى السابقين ، إلا أنه عرضه ، مسحة جميلة ، وعرض طيب.
مع أنك تلمح من بين ثناياه لغة العلماء إلى جانب عاطفة الشعراء ...
ومع شعره فيما قاله فى الوزير : ناصر بن مهدىّ ، العلوى.
بك أضحى جيد الزمان يحلّى |
|
بعد أن كان من حلاه مخلّى |
لا يجاريك فى نجاريك خلق |
|
أنت أعلى قدرا ، وأعلى محلا |
دمت تحيى ما قد أحييت من الفض |
|
يل ، وتنفى فقرا ، وتطرد محلا (٣) |
والأبيات ، مع ما فيها من الحلى البديعية ، التى ظهرت على الشعر فى هذه الأعصر ، لم تخل من عقل العلماء ، ...
__________________
(١) انظر مقدمة ابن خلدون ص ٥٦٨ ، ٥٦٩.
(٢) ٣ / ٦٨ شذرات الذهب ، وانظر أسفل ٢ / ٣٩ بغية الوعاة.
(٣) ٢ / ١١٨ إنباه الرواة على أنباه النحاة ، وانظر ٢ / ٤٠ بغية الوعاة ...