قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «يا عليّ أنتَ بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي» (١).
وهو قبلة أفئدة المؤمنين الذين أُمروا بالتوجّه إليه والتمسّك بولايته ، والاعتقاد بفرض طاعته ومودّته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، باعتباره وصيّاً ووليّاً ، وقائداً رساليّاً.
وحبّ عليّ عليه السلام طريق يؤدّي إلى الغفران ، لأنّه أحبّ الخلق إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وآله.
ومن هنا كان محلّ ابتلاء واختبار ، فحبّه علامة الإيمان ، وبغضه علامة الكفر والنفاق ، فلا يحبّه إلّا مؤمن ، ولا يبغضه إلّا منافق.
ومنها : مظاهر العبادة والخضوع :
ففي البيت تتجلّى مظاهر العبادة والخضوع للواحد القهّار ، وتلك المظاهر تتجلّى في وليد البيت عليه السلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «مثل عليّ فيكم كمثل الكعبة ؛ النظر إليها عبادة ، والحجّ إليها فريضة» (٢).
وقال عليه السلام : «النظر إلى عليّ عبادة» (٣). وقال صلى الله عليه وآله : «ذِكرُ عليّ عبادة» (٤).
__________________
(١) أُسد الغابة (لابن الأثير) ٤ : ٣١.
(٢) ترجمة علي عليه السلام من تاريخ دمشق (لابن عساكر) ٢ : ٤٠٦ والمناقب (لابن المغازلي) : ١٠٦ / ١٠٧.
(٣) المستدرك (للحاكم) ٣ : ١٤٢ ، وحلية الأولياء (لأبي نعيم) ٢ : ١٨٢ ، والرياض النضرة (للمحب الطبري) ٣ : ١٩٧ ، والمناقب (لابن المغازلي) : ٢٠٦ ـ ٢١١ / ٢٤٤ وما بعده ، وكنز العمال (للمتقي الهندي) ١١ : ٦٠١ / ٣٢٨٩٥ ، وانظر كتاب «الإفادة بطرق حديث : النظر إلى عليّ عبادة» تأليف السيّد عبد العزيز بن الصدّيق الحسني الغماري المغربي (١٣٣٨ ـ ١٤١٨ هـ) المنشور في العدد الثالث من مجلة «علوم الحديث» الصادرة من كليّة علوم الحديث في طهران ، السنة الثانية ، ١٤١٩ هـ ، في الصفحات (٢٣٩ ـ ٣٠٥).
(٤) وسيلة المتعبّدين (للملّا) ٥ : ١٦٨ / قسم ٢ ، والمناقب (لابن المغازلي) : ٢٠٦ / ٢٤٣ ، وفردوس الأخبار (للديلمي) ٢ : ٢٤٤ / ٣١٥١ ، وكنز العمال (للمتقي الهندي) ١١ : ٦٠١ / ٣٢٨٩٤.