قال يزيد بن قعنب : فرأيتُ البيت قد انشقّ عن ظهره ، ودخلتْ فاطمة فيه ، وغابتْ عن أبصارنا وعادَ إلى حاله ، فرمْنا أن ينفتح لنا قفلُ الباب فلم ينفتحْ ، فعلمنا أنّ ذلك من أمر الله عزّ وجل ، ثمّ خرجتْ في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب عليه السلام (١).
وهو حديث جدير كذلك أن يخلّده الشعراء :
أنشد الحميري (ت ١٧٣ هـ) :
وَلَدَتهُ في حرم الإله وأمنهِ |
|
والبيت حيثُ فناؤه والمسجدُ |
بيضاءً طاهرةُ الثياب كريمةٌ |
|
طابَتْ وطابَ وليدُها والمولدُ |
ما لُفّ في خِرَقِ القوابلِ مثلُهُ |
|
إلّا ابنُ آمنةَ النبيُّ محمّدُ |
وله أيضاً في أمير المؤمنين عليه السلام :
طِبْتَ كَهْلاً وغُلاماً |
|
وَرضيعاً وجَنينا |
ولدى المِيثاقِ طِيناً |
|
يومَ كانَ الخَلْقُ طِينا |
وببَطْنِ البيتِ مولُوداً |
|
وفي الرَمْلِ دَفينا (٢) |
وقال عبد الباقي العمري في عينيّته الشهيرة :
أنتَ العليُّ الذي فوقَ العُلى رُفعا |
|
بِبَطْنِ مكّةَ عند البيت إذْ وُضِعا |
وعقّب عليه أبو الثناء الآلوسي في شرحه هذه القصيدة ـ شرح عينية عبد الباقي العمري ـ ما نصّه :
__________________
(١) كشف الغمّة ١ : ٦٠.
(٢) عليٌّ وليد الكعبة (للأُردوبادي) : ١١ ، ط. النجف الأشرف.