هو فعل مثل ما أراه يفعل ومرّ بى أن أثكله أمّه ، فمرّ يشدّ على الناس ويقول ، كما كان يقول ، فاعترضه مرّة وطعنه بالرمح فصرعه واعتوره الناس فقطعوه بأسيافهم (١).
١١ ـ عنه قال أبو مخنف : عن سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال : سماع أذنى يومئذ الحسين وهو يقول : قتل الله يوما قتلوك ، يا بنىّ ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول صلىاللهعليهوآله ، ثمّ قال : على الدنيا بعدك العفاء ، قال حميد : وكأنّى انظر الى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادى : يا حبيباه يا ابن أخاه فسألت عنها.
فقالوا : هذه زينب بنت علىّ بن أبى طالب ، ثمّ جاءت حتّى انكبّت عليه فجاء الحسين فأخذ بيدها الى الفسطاط ، وأقبل إلى ابنه ، وأقبل فتيانه إليه فقال : احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه ذلك ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدى فسطاطه (٢).
١٢ ـ حدّثنى أحمد بن سعيد ، قال : حدّثنى يحيى بن الحسن العلوى ، قال : حدّثنا غير واحد ، عن محمّد بن عمير ، عن أحمد بن عبد الرحمن البصرى ، عن عبد الرحمن بن مهدى ، عن حمّاد بن سلمة ، عن سعيد بن ثابت قال : لمّا برز على بن الحسين إليهم أرخى الحسين ـ صلوات الله عليه وسلامه ـ عينيه فبكى ثمّ قال : اللهمّ كن أنت الشهيد عليهم فبرز إليهم غلام أشبه الخلق برسول الله صلىاللهعليهوآله.
فجعل يشدّ عليهم ثمّ يرجع الى أبيه فيقول : يا أبه العطش ، فيقول له الحسين : اصبر حبيبى فانّك لا تمسى حتّى يسقيك رسول الله صلىاللهعليهوآله بكأسه ، وجعل يكرّ كرّة بعد كرّة حتّى رمى بسهم فوقع فى حلقه فخرقه وأقبل ينقلب فى دمه ، ثمّ نادى. يا ابتاه عليك السلام ، هذا جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله يقرئك السلام ويقول : عجل القوم
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٧٦.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٧٦.