١٦ ـ قال الفتال : برز من بعده القاسم بن الحسن بن على عليهمالسلام ، وهو يقول :
لا تجزعى نفسى وكلّ فان |
|
اليوم تلقين ذرى الجنان |
فقتل منهم ثلاثة ثمّ رمى عن فرسه عليهالسلام (١).
١٧ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز القاسم وعليه ثوب وإزار ونعلان فقط ، وكأنّه فلقة قمر وأنشأ يقول :
إنّى أنا القاسم من نسل علىّ |
|
نحن وبيت الله أولى بالنبىّ |
من شمر ذى الجوشن أو ابن الدّعى |
فقتله عمرو بن سعيد الازدى فخرّ وصاح يا عمّاه ، فحمل الحسين عليهالسلام فقطع يده وسلبه أهل الشام من يد الحسين ، فوقف الحسين على رأسه وقال : عزّ على عمّك ان تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا تنفعك إجابته (٢)
١٨ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى وخرج غلام كأنّ وجهه شقّة قمر فجعل يقاتل ، فضربه ابن فضيل الأزدى على رأسه ففلقه فوقع الغلام لوجهه وصاح يا عمّاه فجلى الحسين عليهالسلام كما يجلى الصقر ، ثمّ شدّ شدّة ليث أغضب فضرب ابن فضيل بالسيف ، فاتّقاها بالساعد ، فأطنّه من لدن المرفق ، فصاح صيحة سمعه أهل العسكر وحمل أهل الكوفة يستنقذوه ، فوطأته الخيل حتّى هلك.
قال وانجلت الغبرة فرأيت الحسين عليهالسلام قائما على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسين عليهالسلام يقول بعد القوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك وأبوك ، ثمّ قال : عزّ والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ، فلا ينفعك ، صوته هذا يوم والله كثر واتره ، وقلّ ناصره ، ثمّ حمل صلوات الله عليه الغلام على
__________________
(١) روضة الواعظين : ١٦١.
(٢) المناقب : ٢ / ٢٢١.