وجعل يقول :
لا أرهب الموت إذا الموت رقى |
|
حتّى أو ارى فى المصاليت لقاء |
نفسى لنفس المصطفى الطهر وقاء |
|
أنّى أنا العبّاس اغدوا بالسقاء |
ففرّقهم ، فكمن له زيد بن ورقاء الجهنى من وراء نخلة وعاونه حكيم بن طفيل السنبسى فضربه على يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل عليهم وهو يرتجز :
والله إن قطعتم يمينى |
|
إنّى أحامى أبدا عن دينى |
وعن إمام صادق اليقين |
|
نجل النبيّ الطاهر الأمين |
فقاتل حتّى ضعف ، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطاعى من وراء نخلة فضربه على شماله فقال :
يا نفس لا تخشى من الكفّار |
|
وأبشرى برحمة الجبّار |
مع النبيّ سيّد المختار |
|
قد قطعوا ببغيهم يسارى |
فأصلهم يا ربّ حرّ النار |
فقتله الملعون بعمود من حديد ، فلمّا رآه الحسين عليهالسلام مصروعا على شطّ الفرات بكى وأنشأ يقول :
تعدّيتم يا شرّ قوم بفعلكم |
|
وخالفتم قول النبيّ محمّد |
أما كان خير الرسل وصّاكم بنا |
|
أما نحن من نسل النبيّ المسدّد |
أما كانت الزهراء امّى دونكم |
|
أما كان من خير البريّة أحمد |
لعنتم وأخزيتم بما قد جنيتم |
|
فسوف تلاقوا حرّ نار توقد(١) |
٧٦ ـ قال أبو الفرج : العبّاس بن علىّ بن أبى طالب عليهالسلام ، يكنى أبا الفضل ،
__________________
(١) المناقب : ٢ / ٢٢١.