قال واهدى الى الكلبية جونا لتستعين بها على مأتم الحسين عليهالسلام ، فلما رأت الجون قالت ما هذه قالوا : هدية أهداها فلان لتستعينى على مأتم الحسين فقالت لسنا فى عرس فما نصنع بها ، ثمّ أمرت بهنّ فاخرجن من الدار فلمّا أخرجن من الدار لم يحسّ لها حسّ كانّما طرن بين السماء والأرض ولم ير لهنّ بها بعد خروجهنّ من الدار أثر (١).
٧ ـ قال الصدوق : نظر الحسين عليهالسلام يمينا وشمالا ولا يرى أحدا فرفع رأسه إلى السماء فقال : اللهم إنّك ترى ما يصنع بولد نبيّك وحال بنو كلاب بينه وبين الماء ورمى بسهم فوقع فى نحره ، وخرّ عن فرسه فاخذ السهم فرمى به فجعل يتلقّى الدم بكفيه فلمّا امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته ويقول ألقى الله عزوجل وأنا مظلوم متلطّخ بدمى ثمّ خرّ على خدّه الأيسر صريعا وأقبل عدوّ الله سنان الأيادي وشمر ابن ذى الجوشن العامرى لعنه الله فى رجال من أهل الشام حتّى وقفوا على رأس الحسين عليهالسلام.
فقال بعضهم لبعض ما تنظرون أريحوا الرجل فنزل سنان بن أنس الأيادي لعنه الله وأخذ بلحية الحسين عليهالسلام وجعل يضرب بالسيف فى حلقه ويقول : والله إنّى لاجتز رأسك وأنا أعلم انّك ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله وخير الناس أمّا وأبا وأقبل فرس الحسين عليهالسلام حتّى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين وجعل يركض ويصهل فسمعت بنات النبيّ صلىاللهعليهوآله صهيله فخرجن فاذا الفرس بلا راكب فعرض انّ حسينا صلى الله عليه قد قتل وخرجت أمّ كلثوم بنت الحسين واضعة يدها على رأسها تندب وتقول وا محمّدا هذا الحسين بالعراء وقد سلب العمامة والرداء (٢).
٨ ـ الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمى
__________________
(١) الكافى : ١ / ٤٦٦.
(٢) أمالي الصدوق : ٩٨.