على رأسها تندب ، وتقول وا محمّداه هذا حسين بالعرا قد سلب العمامة والرّداء.
قال الباقر عليهالسلام أصيب الحسين بن على عليهماالسلام ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم ، وروى انّها كانت كلّها فى مقدمته لأنّه عليهالسلام كان لا يولّى (١).
٢٦ ـ قال ابن شهرآشوب : فبقى الحسين وحيدا وفى حجره علىّ الاصغر فرمى إليه بسهم فأصاب حلقه فجعل الحسين ياخذ الدّم من نحره فيرميه الى السماء فما يرجع منه شيء ويقول لا يكون أهون عليك من فصيل ، ثمّ قال عليهالسلام ائتونى بثوب لا يرغب فيه البسه غير ثيابى لا أجرد فانّى مقتول مسلوب فاتوه بتبان فأبى أن يلبسه وقال هذا الباس أهل الذمّة ثمّ أتوه بشيء أوسع منه دون السراويل وفوق التبّان فلبسه ، ثمّ ودّع النساء وكانت سكينة تصيح فضمّها إلى صدره وقال :
سيطول بعدى يا سكينة فاعلمى |
|
منك البكاء اذا لحمام دهانى |
لا تحرقى قلبى بدمعك حسرة |
|
ما دام منّى الروح فى جثمان |
واذا قتلت فأنت أولى بالذى |
|
تأتينه يا خيرة النسوان |
ثمّ برز عليهالسلام فقال يا أهل الكوفة قبحا لكم وترحا وبؤسا لكم وتعسا حين استصرختمونا ولهين ، فآتيناكم موجفين فشحذتم علينا سيفا كان فى ايماننا وحششتم لأعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم ولا ذنب كان منا إليكم فهلّا لكم الويلات اذكرهتمونا تركتمونا والسيف مشيم والجاش طامن والرّأى لما يستحصد لكنّكم أسرعتم إلى بيعتنا كسرع الدبا وتهافتم إليها كتهافت الفراش.
ثمّ نقضتموها سفها وضلة وفتكا لطواغيت الامّة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب ، ثمّ انتم تتخاذلون عنا وتقتلوننا ألا لعنة الله على الظالمين قال ثمّ أنشأ : كفر
__________________
(١) روضة الواعظين : ١٦١.