ثمّ أمر بعلىّ بن الحسين عليهالسلام فغلّ وحمل مع النسوة والسبايا الى السجن وكنت معهم فما مررنا بزقاق إلّا وجدناه ملاء رجالا ونساء يضربون وجوههم ويبكون فحبسوا فى سجن وطبق عليهم ثم ان ابن زياد لعنه الله دعا بعلى بن الحسين عليهالسلام والنسوة وأحضر رأس الحسين عليهالسلام وكانت زينب ابنة على عليهالسلام فيهم فقال ابن زياد : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب احاديثكم.
فقالت زينب عليهالسلام الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيرا انما يفضح الله الفاسق ويكذب الفاجر قال كيف رأيت صنع الله بكم أهل البيت قالت كتب إليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاكمون عنده فغضب ابن زياد لعنه الله عليها وهمّ بها فسكن منه عمرو بن حريث فقالت زينب يا ابن زياد حسبك ما ارتكبت منا فلقد قتلت رجالنا وقطعت أصلنا وأبحت حريمنا وسبيت نساءنا وذرارينا فان كان ذلك للاشتفاء فقد اشتفيت فامر ابن زياد بردهم ، الى السجن وبعث البشاير الى النواحى بقتل الحسين.
٣ ـ قال المفيد : سرّح عمر بن سعد من يومه ذلك وهو يوم عاشوراء برأس الحسين عليهالسلام مع خولى بن يزيد الأصبحى وحميد بن مسلم الأزدى إلى عبيد الله بن زياد ، وأمر برءوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فقطعت وكانوا اثنين وسبعين رأسا وسرّح بها مع شمر بن ذى الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجّاج ، فأقبلوا حتّى قدموا بها على ابن زياد وأقام بقيّة يومه واليوم الثّانى الى زوال الشّمس ثمّ نادى فى النّاس بالرّحيل وتوجّه الى الكوفة ومعه بنات الحسين عليهالسلام وأخواته ومن كان معهنّ من النّساء والصّبيان وعلىّ بن الحسين عليهماالسلام فيهم وهو مريض بالذرب وقد اشفى.
لمّا رحل ابن سعد خرج قوم من بنى أسد كانوا نزولا بالغاضريّة الى الحسين عليهالسلام وأصحابه فصلّوا عليهم ودفنوا الحسين عليهالسلام حيث قبره الآن ودفنوا ابنه علىّ