الفسطاط (١).
١٨ ـ قال الطبرى : أقام عمر بن سعد يومه ذلك والغد ، ثمّ أمر حميد بن بكير الأحمرىّ فأذّن فى الناس بالرحيل إلى الكوفة ، وحمل معه بنات الحسين وأخواته ومن كان معه من الصبيان ، وعلىّ بن الحسين مريض (٢).
١٩ ـ عنه قال أبو مخنف : فحدّثنى أبو زهير العبسىّ ، عن قرّة بن قيس التميمىّ ، قال : نظرت إلى تلك النسوة لما مررن بحسين وأهله وولده صحن ولطمن وجوههنّ. قال : فاعترضتهنّ على فرس ، فما رأيت منظرا من نسوة قطّ كان أحسن من منظر رأيته منهنّ ذلك اليوم والله لهنّ أحسن من مهايبرين. قال : فما نسيت من الأشياء لا أنس قول زينب ابنة فاطمة حين مرّت بأخيها الحسين صريعا وهى تقول.
يا محمّداه! يا محمّداه! صلّى عليك ملائكة السماء ، هذا الحسين بالعراء مرمّل بالدماء ، مقطّع الأعضاء ، يا محمّداه! وبناتك سبايا ، وذريتك مقتّلة ، تسفى عليها الصّبا. قال : فأبكت والله كلّ عدوّ وصديق ، قال : وقطف رءوس الباقين ، فسرح باثنين وسبعين رأسا مع شمر بن ذى الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج وعزرة بن قيس ، فأقبلوا حتى قدموا بها على عبيد الله بن زياد (٣).
٢٠ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال: دعانى عمر بن سعد فسرّحنى إلى أهله لأبشرّهم بفتح الله عليه وبعافيته ، فأقبلت حتى أتيت أهله ، فأعلمتهم ذلك ، ثمّ أقبلت حتى أدخل فأجد ابن زياد قد جلس للناس ، وأجد الوفد قد قدموا عليه ، فأدخلهم ، وأذن للناس ، فدخلت فيمن دخل ، فإذا رأس الحسين موضوع بين يديه ، وإذا هو ينكت بقضيب بين ثنيّتيه
__________________
(١) الاحتجاج : ٢ / ٢٩.
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٥.
(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٥.