٥ ـ عنه ثمّ انّ عبيد الله بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين عليهالسلام أمر بنسائه وصبيانه فجهّزوا وأمر بعلىّ بن الحسين عليهماالسلام فغلّ الى عنقه ثمّ سرّح بهم فى أثر الرّءوس مع محفّر بن ثعلبة العائذى وشمر بن ذى الجوشن فانطلقوا بهم حتّى لحقوا بالقوم الّذين معهم الرّأس ولم يكن علىّ بن الحسين يكلّم أحدا من القوم الّذين معهم الرّاس فى الطّريق كلمة حتّى بلغوا فلمّا انتهوا الى باب يزيد رفع محفّر بن ثعلبة صوته ، فقال هذا محفّر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللّئام الفجرة فأجابه علىّ بن الحسين عليهماالسلام ما ولدت أمّ محفّر أشرّ وألأم ، قال ولمّا وضعت الرّءوس بين يدى يزيد وفيها رأس الحسين عليهالسلام قال يزيد :
ففلق هاما من رجال أعزّة |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما |
فقال يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم وكان جالسا مع يزيد :
لهام بأدنى الطّف أدنى قرابة |
|
من ابن زياد العبد ذى الحسب الوغل |
أميّة امسى نسلها عدد الحصى |
|
وبنت رسول الله ليس لها نسل |
فضرب يزيد فى صدر يحيى بن الحكم يده وقال اسكت ثمّ قال لعلىّ بن الحسين عليهماالسلام يا ابن حسين أبوك قطع رحمى وجهل حقّى ونازعنى سلطانى فصنع الله به ما قدر رأيت فقال علىّ بن الحسين عليهماالسلام : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) فقال يزيد لابنه خالد اردد عليه فلم يدر خالد ما يردّ عليه فقال له يزيد قل (ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ).
ثمّ دعى بالنّساء والصّبيان فاجلسوا بين يديه فراى هيئة قبيحة فقال قبّح الله ابن مرجانة لو كانت بينه وبينكم قرابة ورحم ما فعل هذا بكم ، ولا بعث بكم على هذه الحالة فقالت فاطمة بنت الحسين عليهالسلام ، فلمّا جلسنا بين يدى يزيد رقّ لنا ، فقام إليه رجل من أهل الشّام أحمر ، فقال يا أمير المؤمنين هب لى هذه الجارية