أمير المؤمنين باللّئام الفجرة ، فأجابه علىّ بن الحسين عليهالسلام : ما ولدت أمّ محفر أشرّ والأم ، ولمّا وضعت الرءوس بين يدى يزيد وفيها رأس الحسين عليهالسلام قال يزيد :
ففلّق هاما من رجال أعزّة |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما |
فقال يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم وكان جالسا مع يزيد :
لهام بأدنى الطفّ أدنى قرابة |
|
من ابن زياد العبد ذى الحسب الوغل |
أميّة أمسى نسلها عدد الحصى |
|
وبنت رسول الله ليس لها نسل |
فضرب يزيد فى صدر يحيى بن الحكم وقال : اسكت ، ثم قال لعلىّ بن الحسين عليهالسلام : أبوك قطع رحمى وجهل حقّى ونازعنى سلطانى فصنع الله به ما قد رأيت ، فقال علىّ بن الحسين : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) فقال يزيد لابنه خالد : اردد عليه ، فلم يدر خالد ما يردّ عليه فقال له يزيد : قل (ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ثمّ دعا بالنساء والصبيان فأجلسوا بين يدى فرأى هيئة قبيحة.
فقال : قبّح الله ابن مرجانة لو كانت بينكم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بكم ولا بعث بكم على هذا ، قالت فاطمة بنت الحسين عليهماالسلام : فلمّا جلسنا بين يديه رقّ لنا فقام رجل من أهل الشام فقال : يا أمير المؤمنين هب لى هذه الجارية يعنينى وكنت جارية وضيئة فارعدت وظننت أنّ ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب عمّتى زينب وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون فقالت عمّتى للشامى : كذبت ولؤمت ما ذلك لك ولا له فغضب يزيد وقال : كذبت إنّ ذلك لى ولو شئت لفعلت ، قالت : كلّا والله ما جعل الله ذلك لك إلّا أن تخرج من ملّتنا وتدين بغيرها.
فاستطار يزيد غضبا وقال : إيّاى تستقبلين بهذا إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك ، قالت زينب بدين الله وبدين أبى وأخى اهتديت أنت وجدّك وأبوك إن كنت مسلما ، قال : كذبت يا عدوّة الله ، قالت : أنت أمير تشتم ظالما وتقهر