كلّ أهل السّماء يدعوا عليكم |
|
من نبىّ وملك وقبيل |
قد لعنتم على لسان ابن داود |
|
وموسى وعيسى صاحب الإنجيل |
٢ ـ قال المفيد : ثمّ ندب النعمان بن بشير وقال له تجهّز لتخرج بهؤلاء النّسوة الى المدينة ، ولمّا أراد أن يجهّزهم دعى علىّ بن الحسين عليهماالسلام فاستخلى به ، ثمّ قال لعن الله ابن مرجانة أما والله لو انّى صاحب أبيك ما سألنى خصلة أبدا الّا أعطيته ايّاها ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت ، ولكن الله قضى ما رأيت كاتبنى من المدينة ، وأنه الىّ كلّ حاجة تكون لك وتقدّم بكسوته وكسوة أهله وأنفذ معهم فى جملة النّعمان بن بشير رسولا تقدّم إليه ان يسير بهم فى اللّيل ، ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه.
فاذا نزلوا انتحى عنهم وتفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم وينزل منهم بحيث إن أراد انسان من جماعتهم وضوء وقضاء حاجة لم يحتشم فسار معهم فى جملة النّعمان ولم يزل ينازلهم فى الطّريق ويرفق بهم كما وصّاه يزيد ويرعاهم حتّى دخلوا المدينة (١).
٣ ـ قال ابن طاوس قال الراوى : ولما رجع نساء الحسين عليهالسلام وعياله من الشام وبلغوا العراق قالوا للدليل : مر بنا على طريق كربلا فوصلوا الى موضع المصرع ، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري رحمهالله وجماعة من بنى هاشم ورجالا من آل رسول الله صلىاللهعليهوآله قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليهالسلام فوافوا فى وقت واحد وتلافوا بالبكاء والحزن واللّطم وأقاموا الماتم المقرحة للأكباد واجتمع إليهم نساء ذلك السواد فأقاموا على ذلك اياما (٢).
قال الراوى ثم انفصلوا من كربلا طالبين المدينة قال بشير بن جذلم فلما قربنا منها نزل علىّ بن الحسين عليهالسلام فحطّ رحله وضرب فسطاطه وأنزل نسائه وقال
__________________
(١) الارشاد : ٢٣١.
(٢) اللهوف : ٨٦