يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم ، كان نبيا ابن نبىّ له اثنى عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم ، فشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغمّ ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حىّ فى دار الدنيا ، وأنا رأيت أبى وأخى وسبعة عشر من أهل بيتى صرعى مقتولين فكيف ينقضى حزنى ويقلّ بكائى ، وها أنا أتمثل وأشير إليهم صلوات الله عليهم فأقول :
من مخبر الملبسينا بانتزاحهم |
|
ثوبا من الحزن لا يبلى ويبلينا |
إنّ الزمان الذي قد كان يضحكنا |
|
بقربهم صار بالتفريق يبكينا |
حالت لفقدهم أيامنا فغدت |
|
سودا وكانت بهم بيضا ليالينا(١). |
٨ ـ قال أبو الفرج : ثم أمر يزيد على بن الحسين عليهماالسلام الشخوص إلى المدينة مع النسوة من أهله وسائر بنى عمه فانصرف بهم (٢).
٩ ـ قال الدينورى : ثم أمر بتجهيزهم بأحسن جهاز ، وقال لعلىّ بن الحسين : انطلق مع نسائك حتى تبلّغهنّ وطنهنّ. ووجه معه رجلا فى ثلاثين فارسا ، يسير أمامهم ، وينزل حجرة عنهم ، حتى انتهى بهم إلى المدينة (٣).
١٠ ـ قال محمّد بن سعد : ثم بعث يزيد إلى المدينة فقدم عليه بعدّة من ذوى السنّ من موالى بنى هاشم ثم من موالى بنى على ، وضمّ إليهم أيضا عدّة من موالى أبى سفيان ، ثم بعث بثقل الحسين ومن بقى من نسائه وأهله وولده معهم وجهزهم بكل شيء ولم يدع لهم حاجة بالمدينة إلّا أمر لهم بها ، وقال لعلىّ بن حسين : إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت ، وان أحببت أن أردّك إلى بلادك وأصلك ، قال : بل تردّنى إلى بلادى ، فردّه إلى المدينة ووصله ، وأمر الرسل الذين وجّههم معهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا ومتى شاءوا ، وبعث بهم
__________________
(١) اللهوف : ٩٢.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٨١.
(٣) الاخبار الطوال : ٢٦١.