بكى على المنازل المشار إليها فقال
مررت على ابيات آل محمد |
|
فلم أرها أمثالها يوم حلّت |
فلا يبعد الله الديار وأهلها |
|
وإن أصبحت منهم بزعمى تخلّت |
ألا إنّ قتلى الطفّ من آل هاشم |
|
أذلت رقاب المسلمين فذلّت |
وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية |
|
لقد عظمت تلك الرزايا وجلّت |
ألم تر أنّ الشمس أضحت مريضة |
|
لفقد حسين والبلاد اقشعرّت |
فاسلك أيها السامع بهذا المصاب مسلك القدوة من حماة الكتاب (١).
٥ ـ عنه روى عن مولانا زين العابدين عليهالسلام وهو ذو الحلم الذي لا يبلغه الوصف انه كان كثير البكاء لتلك البلوى ، وعظيم البثّ والشكوى (٢).
٦ ـ عنه روى عن الصادق عليهالسلام أنه قال : إن زين العابدين عليهالسلام بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره وقائما ليله فاذا حضر الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول كل يا مولاى فيقول قتل ابن رسول الله صلى الله عليهما جائعا قتل ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله عطشانا فلا يزال يكرّر ذلك ويبكى حتى يبتلّ طعامه من دموعه ثم يمزح شرابه بدموعه ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزوجل (٣).
٧ ـ عنه حدث مولى له انه برز يوما إلى الصحراء قال فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكائه وأحصيت عليه ألف مرة يقول لا إله الا الله حقا حقا لا إله الا الله تعبدا ورقا لا إله الا الله ايمانا وتصديقا وصدقا ، ثمّ رفع رأسه من سجوده وأنّ لحيته ووجهه قد غمراه بالماء من دموع عينيه ، فقلت : يا سيدى أما آن لحزنك أن ينقضى ، ولبكائك أن يقلّ فقال لى ويحك إنّ
__________________
(١) اللهوف : ٨٩.
(٢) اللهوف : ٩٢.
(٣) اللهوف : ٩٣.