الحسين عليهماالسلام يعمل لهنّ الطعام للمأتم (١).
٣ ـ محمّد بن يعقوب ، عن على بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن على ، عن يونس ، عن مصقلة الطحانة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لمّا قتل الحسين عليهالسلام اقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم حتّى جفّت دموعهنّ وذهبت ، فبينا هي كذلك ، إذ رأت جارية من جواريها تبكى ودموعها تسيل ، فدعتها فقالت لها : مالك أنت من بيننا تسيل دموعك.
قالت : إنى لما أصابنى الجهد شربت شربة سويق ، قال : فأمرت بالطعام والأسوقة فأكلت وشربت وأطعمت وسقت ، وقالت : انما نريد بذلك آن نتقوّى على البكاء على الحسين عليهالسلام قال : وأهدى الى الكلبية جؤنا لتستعين بها على مأتم الحسين عليهالسلام فلمّا رأت الجؤن قالت : ما هذه؟ قالوا : هدية أهداها فلان لتستعينى على مأتم الحسين فقالت : لسنا فى عرس ، فما نصنع بها ، ثم أمرت بهنّ فاخرجن من الدار ، فلما أخرجن من الدار ، لم يحسّ لها حسّ ، كأنّما طرن بين السماء والأرض ولم ير لهنّ بها بعد خروجهنّ من الدار أثر(٢).
٤ ـ قال الطبرى : قال هشام ، حدثني عوانة بن الحكم ، قال : لما قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن علىّ وجيء برأسه إليه ، دعا عبد الملك بن أبى الحارث السلمى ، فقال : انطلق حتّى تقدم المدينة على عمرو بن سعيد بن العاص ، فبشره بقتل الحسين ، وكان عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ ، قال : فذهب ليعتلّ له فزجره ، وكان عبيد الله لا يصطلى ، بناره.
فقال : انطلق حتّى تأتى المدينة ولا يسبقك الخبر ، وأعطاه دنانير وقال : لا تعتلّ وإن قامت بك راحلتك فاشتر راحلة ، قال عبد الملك : فقدمت المدينة ،
__________________
(١) المحاسن : ٤٢٠
(٢) الكافى : ١ / ٤٦٦.