اللهمّ لا تشغلنى فى الدنيا عن ذكر نعمتك ، لا بإكثار تلهينى عجائب بهجتها وتفتننى زهرات زينتها ولا بإقلال يضرّ بعملى كدّه ويملأ صدرى همّه ، أعطنى من ذلك غنى عن شرار خلقك ، وبلاغا أنال به رضاك يا أرحم الراحمين ، وصلّى الله على رسوله محمّد بن عبد الله وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار ورحمة لله وبركاته (١).
٢ ـ عنه ، حدّثنى أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى ، بعسكر مكرم ، عن الحسن بن مهزيار ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن محمّد بن مروان ، عن أبى حمزة الثماليّ ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : اذا أردت الوداع بعد فراغك من الزيارات فأكثر منها ما استطعت ، وليكن مقامك بنينوى أو الغاضرية ، ومتى أردت الزيارة فاغتسل وزر زورة الوداع ، فاذا فرغت من زيارتك ، فاستقبل بوجهك وجهه والتمس القبر وقل :
السّلام عليك يا ولىّ الله ، السّلام عليك يا أبا عبد الله ، أنت لى جنّة من العذاب وهذا أوان انصرافى عنك غير راغب عنك ولا مستبدل بك سواك ولا مؤثّر عليك غيرك ولا زاهد فى قربك وقد جدت بنفسى للحدثان وتركت الأهل والأوطان فكن لى يوم حاجتى وفقرى وفاقتى ويوم لا يغنى عنّى والدى ولا ولدى ولا حميمى ولا رفيقى ولا قريبى.
أسأل الله الّذي قدّر علىّ فراق مكانك أن لا يجعله آخر العهد منّى ومن رجعتى وأسأل الله الذي أبكى عليك عينى أن يجعله سند الى وأسأل الله الذي أرانى مكانك وهدانى للتسليم ولزيارتى إياك أن يوردنى حوضكم ويرزقنى مرافقتكم فى الجنان مع آبائك الصالحين صلّى الله عليهم أجمعين.
السّلام عليك يا صفوة الله ، السلام على رسول الله محمّد بن عبد الله ، حبيب
__________________
(١) كامل الزيارات : ٢٥٢.