فلمّا طلع الفجر ، سجدت سجدة ، فرفعت رأسى فلم أر منهم أحدا ، فقال لى أبو عبد الله عليهالسلام : أتدري من هؤلاء؟ قلت : لا جعلت فداك ، فقال : أخبرنى أبى عن أبيه ، قال : مرّ بالحسين عليهالسلام أربعة آلاف ملك وهو يقتل ، فعرجوا الى السماء ، فأوحى الله إليهم : يا معشر الملائكة مررتم بابن حبيبى وصفيّى محمّد صلىاللهعليهوآله وهو يقتل ويضطهد مظلوما ، فلم تنصروه ، فانزلوا إلى الأرض الى قبره فابكوه شعثا غبرا الى يوم القيامة ، فهم عنده إلى أن تقوم الساعة (١).
٦ ـ روى المجلسى من كتاب المعراج باسناده عن الاعمش ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : فلمّا ضربه اللعين ابن ملجم على رأسه صارت تلك الضربة فى صورته الّتي فى السماء فالملائكة ينظرون إليه غدوة وعشية ويلعنون قاتله ابن ملجم ، فلما قتل الحسين بن على صلوات الله عليها ، هبطت الملائكة وحملته حتّى أوقفته مع صورة علىّ فى السماء الخامسة.
فكلما هبطت الملائكة من السماوات من علا ، وصعدت ملائكة السماء الدنيا فمن فوقها الى السماء الخامسة لزيارة علىّ عليهالسلام والنظر إليه والى الحسين بن علىّ متشحطا بدمه ، لعنوا يزيد وابن زياد وقاتل الحسين بن علىّ صلوات الله عليه الى يوم القيامة ، قال الأعمش: قال لى الصادق عليهالسلام : هذا من مكنون العلم ومخزونه ، لا تخرجه إلّا الى أهله(٢).
٧ ـ عنه ، عن كتاب الأربعين لمحمّد بن مسلم بن أبى الفوارس ، عن فضل الله ابن على الحسينى ، عن أبيه ، عن المرتضى بن الداعى الحسينى ، عن جعفر بن أحمد الموسوى ، عن محمّد بن على بن شاذان ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال :
__________________
(١) كامل الزيارات : ١١٥.
(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٢٩.