فانّ الخير فى إتيانه أكثر من أن يحصى (١).
٣٦ ـ عنه حدّثنى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه عن علىّ بن محمّد بن سالم عن محمّد بن خالد عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، قال حدثنا أبو عبيدة البزّاز عن حريز عن أبى عبد الله عليهالسلام قال قلت له جعل فداك ما أقلّ بقاؤكم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة هذا الخلق إليكم فقال : إنّ لكلّ واحد منّا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به فى مدّته فاذا انقضى ما فيها ممّا أمر به عرف أنّ أجله قد حضر وأتاه النبيّ صلىاللهعليهوآله ينعى إليه نفسه واخبره بما له عند الله.
إنّ الحسين عليهالسلام قرأ صحيفته الّتي أعطيها وفسّر له ما يأتى وما يبقى وبقى منها أشياء ، لم تنقض فخرج الى القتال فكانت تلك الأمور الّتي بقيت أن الملائكة سألت الله فى نصرته فاذن لهم فمكثت تستعدّ للقتال وتأهبت لذلك حتى قتل فنزلت الملائكة وقد انقطعت مدّته وقتل عليهالسلام فقالت الملائكة يا ربّ اذنت لنا بالانحدار فى نصرته فانحدرنا وقد قبضته فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم ان الزموا قبّته حتى ، ترونه وقد خرج فانصروه وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته وانّكم خصصتم بنصرته والبكاء عليه فبكت الملائكة حزنا وجزعا على ما فاتهم من نصرة الحسين عليهالسلام فاذا خرج عليهالسلام يكونون أنصاره (٢).
٣٧ ـ عنه حدّثنى أبى رحمهالله وجماعة مشايخنا عن علىّ بن الحسين ، ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن الميثمى ، عن علىّ الأزرق ، عن الحسن بن الحكم النخعي ، عن رجل ، قال سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام فى الرّحبة وهو يتلو هذه الآية (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) وخرج عليه الحسين من بعض أبواب المسجد فقال : أما إنّ هذا
__________________
(١) كامل الزيارات : ٨٦.
(٢) كامل الزيارات : ٨٧.