محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصمّ ، عن مسمع بن عبد الملك كردين البصرى قال : قال لى أبو عبد الله عليهالسلام ، يا مسمع أنت من أهل العراق ، أما تأتى قبر الحسين عليهالسلام ، قلت لا أنا رجل مشهور عند أهل البصرة وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة عدوّنا كثير من أهل القبائل من النّصاب وغيرهم ولست آمنهم أن يرفعوا حالى عند ولد سليمان فيمثّلون بى قال لى أفما تذكر ما صنع به قلت نعم.
قال فتجزع قلت أى والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلى اثر ذلك علىّ فامتنع من الطّعام حتى يستبين ذلك فى وجهى ، قال رحم الله دمعتك أما أنّك من الّذين يعدّون من أهل الجزع لنا والّذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنّا أنّك سترى عند موتك حضور آبائى لك ووصيّتهم ملك الموت بك ، وما يلقونك به من البشارة أفضل ولملك الموت أرقّ عليك وأشدّ رحمة لك من الأمّ الشفيقة على ولدها قال ثمّ استعبر واستعبرت معه.
فقال : الحمد لله الذي فضّلنا على خلقه بالرّحمة وخصّنا أهل البيت بالرّحمة يا مسع إنّ الأرض والسّماء لتبكى منذ قتل أمير المؤمنين عليهالسلام رحمة لنا وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا الّا رحمهالله. قبل أن تخرج الدّمعة من عينه فاذا سالت دموعه على خدّه فلو أنّ قطرة من دموعه سقطت فى جهنّم لأطفئت حرّها حتّى لا يوجد لها حرّ وانّ الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة.
لا تزال تلك الفرحة فى قلبه حتى يرد علينا الحوض وانّ الكوثر ليفرح بمحبّنا إذا ورد عليه حتى أنّه ليذيقه من ضروب الطّعام ما لا يشتهى أن يصدر عنه يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ولم يستق بعدها أبدا وهو فى برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل أحلى من العسل وألين من الزّبد وأصفى من