الخيمة فانه ليس على النساء قتال فرجعت (١).
٥ ـ عنه لما نظر من بقى من أصحاب الحسين الى كثرة من قتل منهم ، أخذت الرجلان والثلاثة والاربعة يستأذنون الحسين فى الذب عنه والدفع عن حرمه ، وكل يحمى الآخر من كيد عدوه ، فخرج الجابريان وهما : سيف بن الحارث بن سريع ، ومالك بن عبد بن سريع ، وهما ابنا عم وأخوان لأمّ وهما يبكيان قال ما يبكيكما انى لارجو أن تكونا بعد ساعة قريرى العين قالا : جعلنا الله فداك ما على أنفسنا نبكى ولكن نبكى عليك نراك قد أحيط بك ولا نقدر أن ننفعك فجزاهما الحسين خيرا.
فقاتلا قريبا منه حتى قتلا وجاء عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة الغفاريان فقالا : قد حازنا الناس إليك ، فجعلا يقاتلان بين يديه حتى قتلا ، وخرج عمرو بن خالد الصيداوى وسعد مولاه وجابر بن الحارث السلمانى ومجمع بن عبد الله العائذى وشدوا جميعا على أهل الكوفة فلما أوغلوا فيهم عطف عليهم الناس وقطعوهم عن أصحابهم فندب إليهم الحسين أخاه العباس فاستنقذهم بسيفه وقد جرحوا بأجمعهم ، وفى أثناء الطريق اقترب منهم العدو فشدوا بأسيافهم مع ما بهم من الجراح وقاتلوا حتى قتلوا فى مكان واحد (٢).
٦ ـ عنه لما نظر الحسين كثرة من قتل من أصحابه قبض على شيبته المقدسة وقال : اشتد غضب الله على اليهود اذ جعلوا له ولدا واشتد غضبه على النصارى اذ جعلوه ثالث ثلاثة ، واشتد غضبه على المجوس اذ عبدوا الشمس والقمر دونه ، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم أما والله لا اجيبهم الى شيء مما يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضب بدمى ، ثم صاح أما من مغيث يغيثنا أما
__________________
(١) مقتل الحسين : ٢٦٩.
(٢) مقتل الحسين : ٢٦٩.