(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧) وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (١٦٨)
____________________________________
خشبة فى الساحل ثم شواه يوم الأحد فوجد جاره ريح السمك فتطالع فى تنوره فقال له إنى أرى الله سيعذبك فلما لم يره عذب أخذ فى يوم السبت القابل حوتين فلما رأوا أن العذاب لا يعاجلهم استمروا على ذلك فصادوا وأكلوا وملحوا وباعوا وكانوا نحوا من سبعين ألفا فصار أهل القرية أثلاثا ثلث استمروا على النهى وثلث ملوا التذكير وسئموه وقالوا للواعظين لم تعظون الخ وثلث باشروا الخطيئة فلما لم ينتهوا قال المسلمون نحن لا نساكنكم فقسموا القرية بجدار للمسلمين باب وللمعتدين باب ولعنهم داود عليهالسلام فأصبح الناهون ذات يوم فى مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد فقالوا إن لهم لشأنا فعلوا الجدار فنظروا فإذا هم قردة ففتحوا الباب ودخلوا عليهم فعرفت القردة أنسباءهم من الإنس وهم لا يعرفونها فجعل القرد يأتى نسيبه فيشم ثيابه فيبكى فيقول له نسيبه ألم ننهكم فيقول القرد برأسه بلى ثم ماتوا عن ثلاث وقيل صار الشبان قردة والشيوخ خنازير وعن مجاهد رضى الله عنه مسخت قلوبهم وقال الحسن البصرى أكلوا والله أو خم أكلة أكلها أهلها أثقلها خزيا فى الدنيا وأطولها عذابا فى الآخرة هاه وايم الله ما حوت أخذه قوم فأكلوه أعظم عند الله من قتل رجل مسلم ولكن الله تعالى جعل موعدا والساعة أدهى وأمر (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ) منصوب على المفعولية بمضمر معطوف على قوله تعالى (وَسْئَلْهُمْ) و (تَأَذَّنَ) بمعنى آذن كما أن توعد بمعنى أوعد أو بمعنى عزم فإن العازم على الأمر يحدث به نفسه وأجرى مجرى فعل القسم كعلم الله وشهد الله فلذلك أجيب بجوابه حيث قيل (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) أى* واذكر لهم وقت إيجابه تعالى على نفسه أن يسلط على اليهود البتة (مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ) كالإذلال* وضرب الجزية وغير ذلك من فنون العذاب وقد بعث الله تعالى عليهم بعد سليمان عليهالسلام بخت نصر فخرب ديارهم وقتل مقاتلتهم وسبى نساءهم وذراريهم وضرب الجزية على من بقى منهم وكانوا يؤدونها إلى المجوس حتى بعث النبى صلىاللهعليهوسلم ففعل ما فعل ثم ضرب الجزية عليهم فلا تزال مضروبة إلى آخر الدهر (إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ) يعاقبهم فى الدنيا (وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) لمن تاب وآمن منهم (وَقَطَّعْناهُمْ) أى فرقنا بنى إسرائيل (فِي الْأَرْضِ) وجعلنا كل فرقة منهم فى قطر من أقطارها بحيث لا تخلو ناحية منها* منهم تكملة لأدبارهم حتى لا تكون لهم شوكة وقوله تعالى (أُمَماً) إما مفعول ثان لقطعنا أو حال من* مفعوله (مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ) صفة لأمما أو بدل منه وهم الذين آمنوا بالمدينة ومن يسير بسيرتهم (وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ) أى ناس دون ذلك الوصف أى منحطون عن الصلاح وهم كفرتهم وفسقتهم (وَبَلَوْناهُمْ